برنامج علم النفس التحرّريّ/

أحداث / ندوة إطلاق برنامجه الجديد "علم النفس التحرُّريّ"
big-img-news
بواسطةMada Admin | 7 ديسمبر 2022

ندوة إطلاق برنامجه الجديد "علم النفس التحرُّريّ"

عقَدَ برنامج علم النفس التحرُّريّ في مركز مدى الكرمل – المركز العربيّ للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة ندوتَهُ الأولى التي حملت العنوان: "نكبة وصمود: قراءات نفسيّة في الصدمة العابرة للأجيال"‎، مساء يوم السبت الماضي عبْر تطبيق الزوم، بمشاركة جمهور واسع شمل اختصاصيّين ومعالجين وباحثين من مختلف بقاع فلسطين التاريخيّة والعالم العربيّ. وجاءت هذه الندوة حدثًا يعلن عن إطلاق البرنامج الجديد في مدى الكرمل، الذي استمرّ التحضير له قرابة العام.

افتَتَحت الندوةَ وأدارتها الأستاذةُ إيناس عودة - حاجّ، المعالِجة النفسيّة ومركِّزة برنامج علم النفس التحرُّريّ في مركز مدى الكرمل، فعرضت عودة - حاجّ هدفَ البرنامجِ المتمثّلَ في التعاون والتشبيك مع أُطُر مختلفة قائمة تنشط في مفاهيم علم النفس التحرُّريّ، بغية المشارَكة والتحليل لتفكيك ومعالَجة السياق العامّ لمشاكل وظواهر يواجهها الأفراد والمجتمع المقهور في حياتهم اليوميّة، وبناء قاعدة معرفيّة تحليليّة من منظور سيكولوجيّ سوسيولوجيّ تحرُّريّ لواقع الفلسطينيّين بوصفهم شعبًا يرزح تحت القهر والاستعمار. كذلك عرضت الخططَ المستقبليّة للبرنامج من ندوات حِواريّة وورشات أكاديميّة ونشْر، داعيةً جمهور المختصّين/ات والباحثين/ات إلى الإسهام في البرنامج لإنتاج معرفيّ بديل فلسطينيّ أصلانّي. وقالت إنّ البرنامج اختار أن يبدأ حِواريّته من النكبة باعتبارها الحدث المفصليّ الذي منه تشعّبت الطرق وتقطّعت الأوصال، وما زالت تداعيات النكبة المستمرّة وإسقاطاتها النفسيّة والاجتماعيّة حاضرة حتّى يومنا هذا.

وقد رحّب د. مهنّد مصطفى -المدير العامّ لمركز مدى الكرمل- بالجمهور، مشيرًا إلى أهمّيّة برنامج علم النفس التحرُّريّ في مدى الكرمل في فهم الحالة الفلسطينيّة عمومًا وتفكيك الحالة التي نعيشها في ظلّ النظام الاستعماريّ، كما شدّد على أهمّيّة فكرة علم النفس التحرُّريّ في فهم الديناميكيّات بين المستعمِر والمستعمَر.

في المداخلة الأولى، تحدّث د. مصطفى قصقصي -الاختصاصيّ النفسيّ الإكلينيكيّ والمشرف في المستشفى الإنـﭼـليزيّ في الناصرة- عن تجربة النكبة كحدث مفصليّ غير منتهٍ وغير مكتمل، والاستجابات النفسيّة لها بين المهجَّرين والمهجَّرات، متطرّقًا إلى مفهوم الصدمة والحصانة المركَّبة العابرة للأجيال لكونها تجربة نفسيّة متعدّدة الطبقات، حيث أشار قصقصي من خلال مداخلته إلى أهمّيّة البحث النوعيّ لكونه يتيح المجال لاستكشاف أعمق وغير محكوم بأفكار مسبقة فيما يتعلّق بالتجربة النفسيّة الاجتماعيّة للنكبة. كذلك أشار قصقصي إلى نتائج البحث النوعيّ الذي أجراه بهدف استكشاف استجابات عابرة للأجيال في عائلات فلسطينيّة مهجَّرة على امتداد ثلاثة أجيال مشيرًا إلى عوامل ثلاثة، من بينها الحصانة والاستجابات السلبيّة والاستجابات الإيجابيّة لدى الأجيال.

وكانت المداخلة الثانية للأستاذة رنا نشاشيبي -المعالِجة والمحاضِرة الجامعيّة والمديرة العامّة للمركز الفلسطينيّ للإرشاد في القدس والضفّة الغربيّة-، ومن خلالها عرضت الأستاذة نشاشيبي موضوع التحرُّر من وهم السلام، وصولًا إلى خطاب المقاومة، حيث أشارت نشاشيبي إلى أهمّيّة التعامل مع الفقدان ومراحل الحداد بدءًا من موضوعة الإنكار، مشيرةً إلى عدم إمكانيّة التواصل مع الإنكار والاستمرار فيه، مشدِّدةً على أنّ مقاومة الاستعمار يجب أن تبدأ من الخطاب الداخليّ لإنتاج خطاب نزع الاستعمار لمحاربة الاستعلاء الذي أنتجه المستعمِر. كذلك طَرحت فكرةَ المعالِج المشتبك -ذاك الذي يقوم بمعالجة الفرد ضمن السياق العامّ لا بعيدًا عنه.

المداخلة الثالثة كانت للدكتور ياسر أبو جامع -الطبيب النفسيّ ومدير برنامج غزّة للصحّة النفسيّة في غزّة-، ومن خلالها قام أبو جامع بقراءة ما يحدث في فلسطين التاريخيّة من منظور علم النفس التحرُّريّ، بدايةً بتعريف علم النفس التحرُّريّ. وتطرّق إلى أحد أهمّ المفاهيم لعلم النفس التحرُّريّ، ألا وهو التوعية النقديّة لدى الباحثين والمعالجين. وقد أشار أبو جامع إلى موضوع الاسترادة والصلابة النفسيّة لدى الفلسطينيّين، وذلك بطرحه لمثال عودة أطفال غزّة إلى المدارس ابتغاءَ البحث عن المستقبل واثقين أنّ هذا المستقبل هو الأمل للشعب.

أمّا المداخلة الرابعة والأخيرة، فكانت للأستاذة رزان قرعان -الاختصاصيّة النفسيّة وطالبة الدكتوراة في علم النفس التحليليّ في واشنطن-. تناولت قرعان النكبة وتداعياتها، وكذلك عرضت أمثلة حول ردود فلسطينيّة تكسر قبضة النكبة، من خلال عرض عشر أطروحات، بداية من فرانز فانون إلى مَلدونادو – توراز، في محاولة لتجسيد عمليّة تكسير قبضة الاستعمار مثل الحاضنة الاجتماعيّة والمشروع الاجتماعيّ. كذلك تحدّثت عن الاستعمار المعرفيّ الذي خلقه الاستعمار، وعن محاولاته اللانهائيّة للسيطرة والهيمنة الفكريّة.

في نهاية الندوة، فُتح المجال أمام الحضور لطرح الأسئلة على المتحدّثين وللنقاش. من الجدير بالإشارة أنّه جرى بثّ الندوة مباشرة على صفحة الفيسبوك الخاصّة بمدى الكرمل.

لمشاهدة الندوة اضغط هنا

لقراءة الدعوة اضغط هنا

 

الاكثر قراءة