عقَدَ مدى الكرمل جلسة حِواريّة عشيّة مؤتمره السنويّ للعام 2023، لمناقشة كتاب الدكتورة آمال بشارة "عبور الخطّ: القوانين، العنف والحواجز ضدّ التعبير السياسيّ الفلسطينيّ". افتتَحَت الندوةَ د. أريج صبّاغ-خوري، المحاضِرة في قسم علم الاجتماع وعلم الإنسان في الجامعة العبريّة في القدس (وهي كذلك عضوة لجنة الأبحاث في مدى الكرمل).
في القسم الأوّل من الندوة، شاركت الدكتورة آمال بشارة (أستاذة علم الاجتماع في جامعة تافتس بالولايات المتّحدة الأمريكيّة) فوضّحت أنّ كتابها يتناول التجزئة الجغرافيّة السياسيّة التي فُرِضت على الفلسطينيّين في أعقاب النكبة، ونتيجة للاستعمار الاستيطانيّ والعنصريّة وبيئة العَسْكَرَة، وأنّه نتجَ عن هذه التجزئة ظروف حياتيّة معيشيّة مختلفة بين الفلسطينيّين في المناطق الجغرافيّة المختلفة، وممارسات نضاليّة شتّى، وصعوبات وتحدّيات مختلفة نظرًا لسياسات القمع المختلفة التي طُبِّقَتْ على الفلسطينيّين في المناطق المختلفة. فضلًا عن هذا، كشفت بشارة أنّ فكرة الكتاب جاءت من تجاربها الشخصيّة؛ فهي ابنة لأب فلسطينيّ من ترشيحا الواقعة في أراضي الـ 48، وزوجة للاجئ فلسطينيّ في مخيّم عايدة ببيت لحم. اختتمت بشارة كلامها بدعوة جمهور الباحثين والباحثات إلى العمل على دراسات وأبحاث عابرة لخطوط التجزئة كلّها (تشمل الخطّ الأخضر) والحدود مع لبنان وجدار الفصل العنصريّ.
عقّبت على الكتاب د. صبّاغ-خوري مشيرة إلى دَوْر الكتاب في تسليط الضوء على التفاصيل الحياتيّة الصغيرة، والشكل الذي تُعيد هذه التفاصيل فيه بناء الهيكل الاجتماعيّ والسياسيّ. بَيْدَ أنّ الكتاب لا يغفل توفير منصّة للأصوات الفلسطينيّة، والوكالة الفلسطينيّة، والفعل السياسيّ الفلسطينيّ وكيفيّة الممارَسة للهُويّة الفلسطينيّة فعلًا؛ وبالتالي يوفّر الكتاب فهمًا أفضل لفاعليّة الذوات ضمن مباني القوى.
علاوة على ذلك، أشارت صبّاغ-خوري إلى أنّ كتاب بشارة يقدّم إسهامًا وإضافة منهجيّة هامّة للدراسات الإثنوﭼـرافيّة التي تسعى إلى نزع الاستعمار، ومواجهة السلطة المعرفيّة، وتفكيك القوى الكولونياليّة، من خلال تبنّي نهج تفاعُليّ تشارُكيّ في البحث، ودراسة الشعوب الأصلانيّة من خلال عدسة معرفيّة شعبيّة، أي عدسة تعمل على توفير رؤية لكيفيّة تعامل الفلسطينيّين مع حياتهم، وكيفيّة فهمهم لها، ومحاولاتهم التغلُّب على القوى الاجتماعيّة التمييزيّة والتفرقة القسريّة.
العنوان:
