يهدف برنامج "دراسات عن إسرائيل" إلى تحليل القضايا الإسرائيليّة الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة من خلال مقارَبات نقديّة وإسهامات بحثيّة جادّة. وذلك من أجل الإسهام في إثراء المكتبة العربيّة بدراسات أكاديميّة عن إسرائيل باللغة العربيّة وتوفيرها للجمهور العربيّ الواسع، ولجمهور الطلبة والباحثين العرب.
إصدارات البرنامج
استطاعت الحكومات، بتبنّيها سياسات السوق الحرّ والسياسات النيولبراليّة في معظم دول العالم، أن تعزل العمل السياسيّ عن الاقتصاديّ، واستطاعت أن تتنصّل من مسؤوليّاتها تجاه مواطنيها، ولا سيّما الأقلّيّات الضعيفة. ولعلّ أخطر تأثيرات السياسات النيولبراليّة ليست الأزمة الاقتصاديّة _ الاجتماعيّة التي تسبّبت فيها، بل الأزمة السياسيّة. تبنّى اليمين في إسرائيل سياسات نيولبراليّة اقتصاديّة أسهمت في تحسين مكانة الدولة اقتصاديًّا في العقود الأخيرة، وساعده في ذلك تخلّي اليسار الإسرائيليّ عن مفاهيم اليسار من الناحية الاقتصاديّة منذ منتصف الثمانينيّات. ولتحسين مكانة دولة إسرائيل اقتصاديًّا، أقرّت حكومات اليمين النيولبراليّة سياسات لدمج الفلسطينيّ في السوق النيولبراليّ كفرد، ممّا عظّم فكرة الإنجاز والتميُّز الشخصيّ، في مقابل تعزيز الطابع الجماعيّ الإثنيّ _ الدينيّ للمجموعة اليهوديّة، والذي جرى التعبير عنه بقانون القوميّة. لقد تناولت العديد من الدراسات دَوْر السياسات النيولبراليّة الاقتصاديّة في تفكيك بعض ركائز دولة الرفاه الاجتماعيّ تحت وطأة الخصخصة المتسارعة. وقد صاحب هذه التحوّلاتِ صعودُ اليمين المتطرّف والليبراليّ، في مقابل تلاشي دَوْر اليسار التاريخيّ بعد أن فقدَ المؤسّساتِ الاقتصاديّةَ والاجتماعيّة التي ارتكز عليها في العقود السابقة. لكن هذه التحوّلات الدراماتيكيّة والمتسارعة قد تركت بصماتها، بلا شكّ، على حياة الفلسطينيّين، سواء أكانوا في داخل إسرائيل أم في الأراضي المحتلّة والقدس. من هذا المنطلق، أطلق مدى الكرمل في العام 2020 سلسلة دراسات وأبحاث جديدة، في محاولة للوصول إلى فهم أعمق لانعكاسات السياسات النيولبراليّة -ولا سيّما الاقتصاديّة منها- على حياة الفلسطينيّين، كلّ حسب موقعه الجغرافيّ ومكانته داخل المشروع الاستعماريّ.
تحاول سلسلة "دراسات عن إسرائيل" إحداث قطيعة نظريّة عن المعرفة النظريّة الإسرائيليّة المهيمنة التي لا ترى في العربيّ أو الفلسطينيّ باحثًا في الشأن الإسرائيليّ من جهة، ومقاربة دراسات عن إسرائيل من خلال كونها حالة استعمار استيطانيّ، فضلًا عن أنّها تحاول تقديم أبحاث جادّة باللغة العربيّة تتجاوز الأوراقَ العربيّة التي تعيد إنتاج المعرفة الإسرائيليّة باللغة العربيّة.