برنامج علم النفس التحرّريّ/

أحداث / سمينار "الصحّة النفسيّة في السياق الفلسطينيّ - مقارَبة تحرُّريّة" اللقاء الثاني
big-img-news
بواسطةMada Admin | 5 يوليو 2024

سمينار "الصحّة النفسيّة في السياق الفلسطينيّ - مقارَبة تحرُّريّة" اللقاء الثاني

عُقِد يوم السبت، الموافق 22.6.2024، اللقاءُ الثاني من سمينار "الصحّة النفسيّة في السياق الفلسطينيّ - مقارَبة تحرُّريّة"، بمشاركة عدد من طلبة وخرّيجي ومهنيّي الصحّة النفسيّة. موضوع اللقاء: من النكبة المستمرّة إلى حرب الإبادة في غزّة: الذوات الـمُعذَّبة وأشباح الاستعمار الاستيطانيّ في ظلّ الساديّة الاستعماريّة في فلسطين.

قدّم اللقاءَ د. سعيد شحادة، الاختصاصيُّ النفسيّ العلاجيّ والأستاذُ المساعد السابق في دائرة العلوم الاجتماعيّة والسلوكيّة في جامعة بير زيت.

تطرّق شحادة في مداخلته إلى طبيعة ديناميكيّاتِ المستعمِر النفسيّةِ، والتي تجلّت في الحرب الأخيرة بصورة ساديّة تتعدّى ساديّة الأفراد كردّ فعل فيه نكوص، بل تحوّلت ساديّة المستعمِر إلى آليّة دفاعيّة كنوع من الحماية من مشاعر الخزي والعار التي يشعر بها المجتمع المستعمِر نتيجة الضعف والمهانة التي ألـمَّتْ بهم في السابع من أكتوبر. وقال شحادة إنّ الساديّة الاستعماريّة تترسّخ في النفسيّة الإسرائيليّة بواسطة التعلُّم في كلّ شرائح المجتمع: من جهاز التربية والتعليم، إلى العسكر، إلى الهايْتِك وغيرها؛ حيث تشترك كلّ هذه الأجهزة في محو الذاتيّة الفلسطينيّة من أجل ضمان استمرار السيطرة عليها. وشرَحَ الكيفيّة التي بها يعمل الاستعمار الاستيطانيّ على خلق ذوات من نوعيّةٍ مخصوصةٍ للحفاظ على الهيمنة الاستعماريّة، ولمحو كلّ المظاهر التي يمكن أن تعرّف المستعمِر بذاتيّته واستبدالها بذاتيّة مروَّضة لتكون مطيعة للنظام الاستعماريّ، مستحضِرًا "منطق المحو" للباحث ﭘـاتريك وولف.

كذلك تطرّق شحادة إلى المعاناة الفلسطينيّة قائلًا إنّ فهمنا لهذه المعاناة يجب أن ينطلق من مفهوم التعذيب والساديّة، لكون ذلك أداة يستخدمها المستعمِر للضبط والسيطرة على الفلسطينيّ وإلحاق الهزيمة به داخليًّا ونفسيًّا. وهنالك أهمّيّة لفهم المعاناة الفلسطينيّة من هذه الزاوية من أجل نزع صفة المرْضَنَة عن المجتمع وعدم تصويره كمجتمع مريض أو كضحيّة خاملة غير قادرة على المقاومة. وقال شحادة إنّ الإساءة الساديّة الاستعماريّة هدفها إيصال الفلسطينيّ إلى حافة الانكسار، ممّا يؤدّي إلى استمتاع ساديّ لدى المستعمِر يُشعِره بأنّه نجح في السيطرة وفي السيادة (حسب جدليّة السيّد والعبد). حافَة الانكسار تلك تثير لدى الفلسطينيّ شعورًا بالاختناق أو الخَنْقَة: خنقة العقل؛ خنقة المشاعر؛ خنقة الجسد؛ خنقة الروابط الاجتماعيّة وبالتالي خنقة القدرة على المقاومة. هذا الشعور المستمرّ بحافَة الاختناق من شأنه أن يُدخلنا في حالة من العجز، ولكن -من ناحية أخرى- يمكنه أن يخلق أنواعًا من المقاومة الخلّاقة، وهو ما نراه اليوم في غزّة ولدى الفلسطينيّين في أماكن أخرى كذلك.

يجدر بالذكر أنّ السمينار يُعْقَد بالتعاون بين برنامج علم النفس التحرُّريّ في مدى الكرمل وبرنامج علم النفس المجتمعيّ في جامعة بير زيت. سيمتدّ السمينار على ستّة لقاءات يقدّمها عدد من الأكاديميّين والمهنيّين الفلسطينيّين. ويشرف على السمينار لجنة مكوَّنة من: السيّدة إيناس عودة-حاجّ مركّزة السمينار؛ د.عرين هوّاري مديرة مدى الكرمل؛ د. مي البزور أستاذة علم النفس الاجتماعيّ في جامعة بير زيت.

 

السمينار بتمويل مؤسسة عبد المحسن القطان

 

الاكثر قراءة