عُقِدَ يوم السبت الأخير من شهر تشرين أول/ أكتوبر اللقاءُ السادس من سمينار " الصحّة النفسيّة في السياق الفلسطيني – مقاربة تحرّريّة" بعنوان: علم النفس من منظور نسويّ تحرّريّ: الجسد الفلسطينيّ الفرديّ والجمعيّ. قدّمت اللقاء الأستاذة نجلاء عثامنة، معالِجة نفسيّة ومشرفة وعضو اللجنة التوجيهيّة لبرنامج علم النفس التحرّريّ.
بدأ اللقاء بسؤال حول أهميّة استحضار الجسد الفلسطينيّ. وشرحت عثامنة ان الأهميّة تنبع من سببَيْن: "أولاً، الجسد الفلسطيني مستهدَف ومنتهَك ووجوده مُهدَّد بشكل سافر. وثانيًا، نلحظ بالفترة الأخيرة ازدياد شكاوى لدى متعالجين ومتعالجات من أوجاع جسديّة عديدة لا يستطيعون تفسيرها. لهذه الأوجاع علاقة مباشرة لما يحدث الآن في غزةـ ويمكن اعتبار هذه الأوجاع أشكال لصرخات ومشاعر عجز وقهر يصعب احتواؤها او التعبير عنها بالكلمات، فتظهر على شكل أوجاع جسديّة تعيق فهم ما يحدث لحاملها وتقيّد المضيّ قدمًا في مسار الحياة اليوميّة".
في الجزء الأول من مداخلتها، عرضت عثامنة تقديمًا مختصرًا حول التوجّه النسويّ من خلال نقاش المقدمة التي كتبتها هدى الصدة لمجلة أصوات بديلة. ثم تطرّقت الى التوجّه النسويّ ونقده للتحليل النفسيّ، كما ذكرت بعض إسهامات التوجّه النسويّ للتحليل النفسيّ على مستوى النظريّة والتطبيق. وفي الجزء الثاني من المداخلة، تحدثت عثامنة عن تعامل التحليل النفسيّ مع موضوع الجسد، وعرضت ما يتعرض له الجسد الفلسطينيّ الفرديّ والجمعيّ من خلال بعض التجارب الجسديّة التي يمرّ بها منذ سنوات، ومؤخّرًا بشكل مكثّف. ثم أنهت بتناول دور العلاج النفسيّ في التعامل مع هذه التجارب ومواجهتها.