برنامج علم النفس التحرّريّ/
أحداث / انطلاق الدورة الثانية من سمينار "الصحّة النفسيّة التحرّريّة في السياق الفلسطينيّ"للسنة الثانية على التوالي، يقيم برنامج علم النفس التحرّريّ في مدى الكرمل بالتعاون مع برنامج ماجستير علم النفس المجتمعيّ في جامعة بيرزيت سمينار الصحّة النفسيّة، وقد جاء عنوانه لهذا العام: قراءات سيكولوجيّة تحرّريّة في السياق الفلسطينيّ. وبعد الانتهاء من عملية تقييم الطلبات واختيار المشاركين، عُقد يوم السبت المنصرم اللقاء الأول من السمينار بمشاركة عدد من طلبة وخريجي ومهنيّي الصحّة النفسيّة. تناول اللقاء تاريخ نشأة توجهات ومفاهيم علم النفس التحرّريّ، وعلاقته بالحقول المعرفيّة الأخرى.
في بداية اللقاء قدمت مركّزة برنامج علم النفس التحرّريّ المعالجة النفسيّة إيناس عودة-حاج مداخلة تأطيريّة تطرّقت فيها الى الحاجة الى التفاكر والحوار كإحدى الآليّات الضروريّة للتغيير المجتمعيّ لا سيّما في هذه الفترة التي تسود فيها سياسات الإسكات والعزل. وقالت انه في السياق الفلسطينيّ العام، يعمل المنظور التحرّري على تطوير نموذج يعالج العلاقة بين الاحتلال والمعاناة النفسيّة، لفهم كيف يخترق الاستعمار المجال الذاتيّ. في علم النفس التحرّريّ، يُنظر إلى العلاج كمساحة للمقاومة، واستعادة الوكالة، وصياغة السرديّة الذاتيّة الجمعيّة بشكل مضاد للهيمنة، كما يصبح التمكين الجماعيّ جزءًا من عملية التعافي، وتُدمج التجربة السياسيّة في السياق العلاجيّ. بدون هذا الدمج قد يتحوّل علم النفس الى أداة إضافيّة للاستعمار وليس للتحرّر.
ثم كانت المداخلة الرئيسيّة للدكتورة سما دواني، أستاذة مساعدة في دائرة العلوم الاجتماعية والسلوكية في جامعة بيرزيت، وبرنامج ماجستير علم النفس المجتمعيّ في الجامعة. تطرّقت المداخلة الى مفاهيم علم النفس التحرّريّ، تاريخه ونشأته، توجهاته النظريّة وعلاقته بالحقول المعرفيّة الأخرى، بالإضافة الى إضاءات على المنهج السرديّ، مستندةً الى اعمال وكتابات منظرّين في المجال مثل مارتن بارو، باولو فريري، فرانز فانون، مصطفى حجازي وإبراهيم مكاوي وآخرين. بدأت المداخلة بشرح المشترك والمختلف بين علم النفس المجتمعيّ وعلم النفس التحرّريّ وبماذا يختلفان عن علم النفس الكلاسيكيّ. وشرحت ان علم النفس التحرّريّ هو نظام مفاهيميّ وسيرورة ديناميكيّة من التحوّل والتبلور، وهو يساعد في تطوير عدسة مختلفة للتحليل النفسيّ لا تُهمل الفرد كوحدة تحليل ولكنها لا تقف عنده بل توسّع المنظور ليشمل وحدات تحليل أخرى مثل العلائقيّ والمجتمعيّ. وقالت ان علم النفس الكلاسيكيّ لا يشكّك في كيفيّة تشكّل العالم الخارجيّ، بل يتعامل معه كمعطى على الفرد التكيّف معه؛ مما قد يؤدّي الى نوع من لوم الضحيّة وانتزاع فاعليّة الأفراد. بينما في علم النفس التحرري يُعتبر المتعالج مشاركًا فاعلاً في التغيير الفرديّ والجمعيّ ما من شانه ان يعزّز رحلة التشافي.
جدير بالذكر ان السمينار يتكون من ثمانية لقاءات بوتيرة لقاء في الشهر، ومن المخطّط ان تُعقد اللقاءات في حيفا وبيرزيت. وقد تم نقل اللقاء الأول الى منصّة الزوم بسبب الأوضاع الأمنيّة.