بواسطةMada Admin | 26 يونيو 2025

25 عامًا من المعرفة: أرشيف مدى الكرمل في السياق السياسيّ الفلسطينيّ

لمناسبة مرور 25 عامًا على تأسيس مدى الكرمل، وبالتزامن مع الذكرى السنويّة ليوم الأرض، أطلق مركز مدى الكرمل حملة رقْميّة تهدف إلى إعادة إحياء أرشيف المركز البحثيّ والمعرفيّ من خلال تقديم مختارات من إصداراته على مدار ربع قرن. تسعى الحملة إلى إتاحة المعرفة التي راكمها مدى الكرمل أمام الجمهور الواسع، انطلاقًا من إيماننا بأنّ إنتاج المعرفة النقديّة، وتفعيلها في المجال العامّ، هما جزء متجذّر وأصيل من الفعل السياسيّ. في لحظة تزداد فيها التحدّيات التي تواجه الفلسطينيّين في إسرائيل، حيث تتقاطع أزمات السياسة والهُويّة والسيطرة على الحيّز، تبرز أهمّيّة العودة إلى هذا الأرشيف بوصفها خطوة أساسيّة لفَهْم الواقع وتحليل بنْيته من خلال أدوات معرفيّة تستند إلى قراءة متمعّنة ونقديّة لهذه المسارات. من هنا تشكّل الحملة دعوة للتفكير مجدَّدًا في السياقات التي أنتجت هذه الموادّ، وفي إمكانيّة الاستفادة منها كأدوات تحليل ومساءلة في لحظة باتت فيها الحاجة إلى تأطير التجربة الفلسطينيّة الراهنة ضمن سياقها التاريخيّ والسياسيّ الأوسع حاجة ملحّة.

تمتدّ الحملة على مدار العام 2025، وتتوزّع منشوراتها بما يراعي التحوُّلات السياسيّة ومحطّات الذاكرة الجماعيّة الفلسطينيّة. في هذا الإطار، خُصّص شهر أيّار /مايو للتركيز على قضيّة النكبة والهُويّة الفلسطينيّة، لا بوصفها لحظة ماضية، بل بوصفها إطارًا مستمرًّا لتشكُّل الذات الجمعيّة في ظلّ الاستعمار المستمرّ. وقد أتيحت إصدارات سبق للمركز أن نشرها، في محاولة لقراءتها من جديد، وربطها بالأسئلة الحاضرة حول المكان، والانتماء، والتفكُّك، والمقاومة.

استهلّت الحملة محور النكبة والهُويّة بالعودة إلى وثيقة حيفا (2007)، بوصفها نصًّا فكريًّا وسياسيًّا جماعيًّا شكّل لحظة مُهِمّة في بلورة رؤية فلسطينيّي الداخل لهُويّتهم الوطنيّة وعلاقتهم بالمكان والدولة. إعادة التذكير بالوثيقة في هذا السياق لا تندرج فقط في إطار أَرْشَفة اللحظة السياسيّة التي كُتِبت فيها، بل تسعى إلى إبراز قدرتها على مواصلة طرح الأسئلة الملِحّة بشأن المواطَنة، والانتماء، وموقع الفلسطينيّين في إسرائيل.

وفي الذكرى السابعة والسبعين للنكبة الفلسطينيّة، أُعيد تسليط الضوء على شهادات المهجَّرين عام 1948، المأخوذة من بعض إصدارات مدى الكرمل، والتي وثّقت أصواتًا فلسطينيّة عايشت التهجير في العام 1948. تُقدَّم هذه الشهادات على أنّها مرآة لحاضر تتكرّر فيه أنماط العنف والاقتلاع، في ظلّ النكبة المستمرّة. ففي وقت يُدفن فيه الفلسطينيّون اليوم تحت الركام في غزّة، وتُشرَّد عائلات كاملة بلا أفق أو مأوى، تعود أصوات الماضين لتضع ما نراه اليوم في سياقه الأعمق، لا كاستثناء بل كجزء من سياسة الاستعمار. في روايات يوسف وَ "أبو محمّد" من يافا، وعطاف من حيفا، وبطرس من عيلبون، نجد ما يتكرّر اليوم بأسماء أخرى ووجوه جديدة، ويُعاد إنتاجه كواقع يوميّ، لا كدرس تاريخيّ.

في المحطّة الثالثة، نعيد طرح السؤال "ماذا تَبَقّى من الأرض؟"، من خلال تتبُّع العلاقة بين الدولة الإسرائيليّة والمواطنين العرب الدروز. استنادًا إلى دراسات منشورة في مدى الكرمل، تُعْرَض معطَيات حول تقلُّص مساحات مناطق النفوذ منذ العام 1948، حيث خسر الدروز ما يقارب 66% من أراضيهم، في عمليّة نزع تدريجيّة أُدرِجت ضمن سياسات السيطرة على الحيّز الفلسطينيّ وإعادة تشكيله. كما تكشف الوثائق التاريخيّة عن محاولات مبكّرة لتهجير الدروز إلى جبل الدروز في سوريا، كمخطَّط ضمنيّ لفصلهم عن محيطهم الفلسطينيّ. ورغم فشل المخطَّط، استمرّت سياسات العزل والتفكيك بأشكال أخرى: عبْر التجنيد الإجباريّ، والتصنيف القانونيّ كـَ "طائفة مستقلّة"، وتكريس الخصوصيّات على حساب الانتماء الوطنيّ.

تستمرّ الحملة في التوسُّع خلال الأشهر القادمة، وسوف تتضمّن محطّات إضافيّة تُسلِّط الضوء على مَحاور بحثيّة وسياسيّة واجتماعيّة، من إنتاج مدى الكرمل. لمتابعة الحملة والاطّلاع على المنشورات الكاملة على وسائل التواصل الاجتماعيّ:

لصفحة الفيسبوك يرجى الضغط هنا

لصفحة الإنستـﭼـرام يرجى الضغط هنا

الاكثر قراءة