أصدرت «وحدة السياسات» في «مدى الكرمل- المركز العربيّ للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة» ورقة تقدير موقف عنوانها «انتخابات في إسرائيل: السيناريوهات والنتائج المحتمَلة» (آذار، 2024).
تقدّم الورقة قراءة في المشهد السياسيّ الإسرائيليّ الانتخابيّ في سياق الحرب على قطاع غزّة، مستندةً إلى سلسلة من الاستطلاعات التي أُجْرِيَتْ في المجتمع الإسرائيليّ بشأن تفضيلات أبنائه الانتخابيّة إن أُجرِيَت الانتخابات.
تشير نتائج الاستطلاعات المركزيّة أنّه إذا جرت انتخابات للكنيست، فإنّ نتنياهو لن يتمكّن من تشكيل حكومة جديدة، بل ربّما قد تكون هذه نهاية مشواره السياسيّ. كما تبيّن أغلب الاستطلاعات حصول قائمة «المعسكر الرسميّ»، برئاسة بِنِي ﭼـانتس، على تمثيل برلمانيّ يصل إلى 40 مقعدًا؛ وهي نتيجة تُعَدّ غيرَ مسبوقة لقائمة انتخابيّة منذ انتخابات الكنيست التي جرت عام 1992. سينهار «حزب العمل» وفق الاستطلاعات، ولن يتمكّن من تجاوز نسبة الحسم، وبذا يكون الحزب الذي أسّس دولة إسرائيل قد انتهى من المشهد السياسيّ الإسرائيليّ في حال حصول ذلك. حزب «عَظَمة يهوديّة»، برئاسة بن ﭼــﭬـير، الحزب الوحيد من بين مركّبات الائتلاف الحكوميّ الحاليّ الذي نجح في تعزيز قوّته الانتخابيّة، وهذا نابع بالأساس من حملة توزيع السلاح التي انتهجها هذا الوزير خلال الحرب، وخطابه، وسلوكه ضدّ الحكومة، وكأنّه في المعارضة.
النقد على نتنياهو لا ينحصر في إخفاقه بوصفه رئيس حكومة، وإخفاق الوزارات المختلفة، وسوء إدارة الدولة منذ تشكيله الحكومة الحاليّة، بل يتجاوز ذلك إلى تكريسه لإستراتيجيّة التعامل مع قطاع غزّة وحركة «حماس». يتمسّك نتنياهو بحكومته الحاليّة، ويرفض الاستقالة، وهذا ما يفسّر حرصه على إطالة الحرب، أو تحقيق انتصار ساحق فيها من أجل أن يستعيد شعبيّته.