ورشة "قراءات في مذكّرات المستعمِر والمستعمَر" 2024 | ملخّص اللقاء السادس
نظّم «مدى الكرمل- المركز العربيّ للدراسات الاجتماعيّة والتطبيقيّة»، و«مؤسّسة الدراسات الفلسطينيّة»، يوم السبت 8 حزيران 2024، اللقاء الخامس من ورشة «الصهيونيّة والحركة الوطنيّة الفلسطينيّة: قراءات في مذكّرات المستعمِر والمستعمَر– الدورة الثانية»، الّذي استضاف البروفيسورة سونيا ميشار الأتاسي، أستاذة الأدب العربيّ والمقارن في «الجامعة الأمريكيّة» في بيروت.
تمحور اللقاء حول كتاب الأتاسي الجديد «صداقات مستحيلة: صورة جماعيّة، القدس قبل وبعد 1948» (An Impossible Friendship: Group Portrait, Jerusalem Before and After 1948)، الّذي يروي قصّة خمسة أصدقاء من خلفيّات متعدّدة يظهرون في صورة واحدة التُقِطَت في عام 1946، وهم في الصورة (من اليسار إلى اليمين): وليد الخالدي، وسالي كسّاب، وفولفغانغ هيلدسهايمر، ورشا سلام، وجبرا إبراهيم جبرا. يتتبّع الكتاب من خلال هذه الصورة قصّة الأصدقاء متعدّدي الخلفيّات الدينيّة، ويحاول تخيّل ما الّذي جمعهم، ويتقصّى حياتهم في القدس خلال فترة الانتداب البريطانيّ، وما حلّ بهم عقب نكبة عام 1948.
تعتمد الأتاسي في سبيل ذلك على الموادّ الأرشيفيّة للصور الفوتوغرافيّة غير المنشورة، والمذكّرات الشخصيّة، والرسائل، وغيرها من موادّ أصليّة، كما تنتهج نهجًا متعدّد التخصّصات للربط بين الدراسات الأدبيّة والعلوم الاجتماعيّة، ولا سيّما في رواية القصّة وكتابة السيرة الذاتيّة والتاريخ الجزئيّ، وقد سعت بذلك للتأريخ الاجتماعيّ والثقافيّ لفلسطين في فترة متوتّرة وحاسمة بعد النكبة.
ومن خلال منهجيّة التأريخ والقصّ النقديّ، رصدت الأتاسي التحوّلات الحادثة في حيوات هؤلاء الأصدقاء في القدس، ومآلات ما حلّ بالمدينة ونسيجها الديموغرافيّ والسياسيّ، وذلك من خلال تتبّعها لانعكاسات النكبة في المراسلات والمحادثات الشخصيّة والكتابات بين الأصدقاء وكتاباتهم نفسها، حيث ترصد تاريخ مدينة القدس ما قبل النكبة، بصفتها مدينة كوزموبوليتان، ومتعدّدة دينيًّا وعرقيًّا وسياسيًّا، وتفحص كيف شكّلت النكبة تحوّلًا هائلًا في نسيج المدينة ومعمارها السكّانيّ والسياسيّ.
ركّزت محاضرة الأتاسي تحديدًا على شخصيّة فولفغانج هيلديشايمر Wolfgang Hildesheimer، الرجل اليهوديّ الألمانيّ الجالس في منتصف الصورة الجماعيّة على غلاف الكتاب، وتحيط به سالي كساب ووليد الخالدي على يمينه، ورشا سلام وجبرا إبراهيم جبرا على يساره. كان وفولغانج قد وفد إلى فلسطين في عام 1933، عندما وصل النازيّون إلى سدّة الحكم في ألمانيا، وقد تتبّعت الأتاسي الظروف السياسيّة والاجتماعيّة الّتي قادته إلى القدس، والتحوّلات السياسيّة الّتي انطوت عليها حياته.
تهتمّ ورشة «الصهيونيّة والحركة الوطنيّة الفلسطينيّة: قراءات في مذكّرات المستعمِر والمستعمَر– الدورة الثانية» بدراسة الصهيونيّة والحركة الوطنيّة الفلسطينيّة، من خلال انعكاسها في مذكّرات المستعمِر والمستعمَر، وقراءة دلالات هذه المذكّرات الّتي ينشرها قادة فكر وسياسة وعسكر فلسطينيّون وصهيونيّون، بصفتها موقعًا لدراسة طبيعة المواجهة بين المستعمِر والمستعمَر.
يدير الورشة الأستاذان نديم روحانا وسليم تماري، بمساعدة مركّزة الورشة قَسَم الحاجّ، وهي ورشة قراءة وبحث تخصّصيّة لطلّاب دكتوراه وما بعد دكتوراه، وكذلك لأساتذة وباحثين مهتمّين. سيصدر عن الورشة منتج بحثيّ على شكل كتاب، من إصدار «مدى الكرمل» و«مؤسّسة الدراسات الفلسطينيّة»، يضمّ مساهمات المشتركات/ ين حول طرح مقاربات بحثيّة أكاديميّة تقدّم قراءتها من توجّهات وتخصّصات عدّة لمذكّرات وسِيَر المستعمِر والمستعمَر.
