big-img-news
بواسطةMada Admin | 2 أغسطس 2024

بيان عن مؤتمر مدى الكرمل لطلبة الدكتوراة الفلسطينيّين (27 تمّوز 2024)‎

 

عقد «مدى الكرمل- المركز العربيّ للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة» مؤتمره التاسع لطلبة الدراسات العليا الفلسطينيّين في «فندق رمادا- أوليفييه» في الناصرة، يوم السبت، 27 تمّوز 2024، والّذي قُدِّمَت خلاله ستّ أوراق لباحثات/ ين فلسطينيّات/ ين مرشّحات/ ين لنيل درجة الدكتوراة، أو حصلن/ وا عليها مؤخّرًا.

افتتحت المؤتمر د. عرين هوّاري، مديرة «مدى الكرمل»، مرحّبة بالحضور، ومعرّفة ببرنامج الدراسات العليا في المركز، حيث أكّدت على أنّ أحد أهداف «مدى الكرمل» التأسيسيّة دعم الباحثات/ ين الفلسطينيّات/ ين الشباب، الّذين يحرمون من العمل في الأكاديميّات بحرّيّة، وإنتاج معرفة تتحدّث لغة أكاديميّة عربيّة فلسطينيّة، بمعزل عن المؤسّسة الإسرائيليّة المجنّدة لإنتاج معرفة تخدم المصالح الاستعماريّة. كما أشارت هوّاري إلى أنّ «مدى الكرمل»، كما غيره من المؤسّسات الفلسطينيّة، عمل خلال السنة الماضية في ظلّ عاصفة من الأحداث المؤلمة بسبب حرب الإبادة على قطاع غزّة، حيث شهدت الحالة الوطنيّة إعاقة عمومًا.  

 

محاضرة افتتاحيّة- قراءة وكتابة من الأشلاء

قدّمت محاضرة المؤتمر الافتتاحيّة تحت عنوان «قراءة وكتابة من الأشلاء: التوحّش والوحشيّة في الإنتاج المعرفيّ»، أ. د. نادرة شلهوب- كيـﭬـوركيان، عضو الهيئة الإداريّة في «مدى الكرمل»، وهي ناشطة نسويّة نقديّة وباحثة ومحاضرة في «الجامعة العبريّة» في القدس، كما تعمل أستاذة كرسيّ في مجال القانون العالميّ في «جامعة لندن QMUL».

افتتحت شلهوب- كيـﭬـوركيان محاضرتها بمجموعة من الأسئلة سعت إلى الإجابة عنها، قائلة: "في هذه الأوقات الصعبة جدًّا والزمن القابل لإبقاء شعبنا تحت براثن الإبادة، يأتي موضوع محاضرتي ليشارككم ويتساءل كيف لنا أن نصوغ تحليلًا فكريًّا نقديًّا ونطرح قراءة وكتابة من الأشلاء، حيث التوحّش والوحشيّة في عنف الدولة، عملها الوحشيّ في الإبادة الفعليّة وفي الإنتاج المعرفيّ المناصر للتوحّش ونحن في قلب الإبادة، حيث أفكارنا وخوالجنا مدماة ونعيش يوميًّا فقدانًا وجرائم، ونعي جَنْسَنَتَها وشرعنة الاعتداءات الجسديّة والجنسيّة والتجويعيّة والصحّيّة والتعليميّة والاقتصاديّة المعيشيّة، واستخدام الأجساد الحيّة والميّتة والمشلّأة (المقطّعة إلى أشلاء) والنفوس المصدومة المتألّمة؟".

الجلسة الأولى- قراءات في الحالة الكولونياليّة

الجلسة الأولى من المؤتمر جاءت تحت عنوان «قراءات في الحالة الكولونياليّة»، وقد أدارتها د. أريج صبّاغ- خوري، المحاضرة في قسم علم الاجتماع والإنسان في «الجامعة العبريّة»، وفي علم الاجتماع في «جامعة بيركلي».

أولى مداخلات الجلسة كانت للباحث إبراهيم محمّد رصرص، مرشّح الدكتوراة في العلاقات الدوليّة والعلوم السياسيّة في «جامعة الشرق الأدنى» في قبرص، تحت عنوان «نقد أفريقيّ، ديكولونياليّ، ماركسيّ للقيم الليبراليّة لحقوق الإنسان؛ زيمبابوي نموذجًا للدراسة». عرض رصرص دراسته للنواقص المعرفيّة في تطبيق مفاهيم وقيم حقوق الإنسان الليبراليّة باستخدام نقد أفريقيّ وديكولونياليّ وماركسيّ، نحو فهم الأبعاد الاقتصاديّة والاجتماعيّة لحقوق الإنسان استنادًا إلى هذه المذاهب الثلاثة، وسعيًا إلى تحدّي النظرة الليبراليّة لحقوق الإنسان، مع التركيز على تجربة دولة زيمبابوي. تختبر الدراسة كما أوضح الباحث مدى تأثير الاستعمار في جعل تطبيق حقوق الإنسان الليبراليّة في زيمبابوي متناقضًا وغير فعّال لشعوب الجنوب العالميّ في زمن الرأسماليّة المتطوّرة.

المداخلة الثانية كانت للباحثة منى حدّاد، المحامية في مجال حقوق الإنسان ومرشّحة الدكتوراة في القانون في «جامعة كورين ماري» في لندن، تحت عنوان «احتجاز الجثامين: بين القمع الاستعماريّ ومناهضته». عرضت حدّاد دراستها لممارسة الدول احتجاز جثامين ’الأعداء‘ أداةً للقمع السياسيّ، وهي ظاهرة يفتقر القانون الدوليّ إلى موقف واضح إزاءها، ما يترك الجثامين "رهائن" بلا حماية مباشرة. ركّزت الدراسة على إسرائيل نموذجًا لمعاملة جثامين الشهداء الفلسطينيّين، ساعية إلى فهم أهداف هذه الممارسة وتأطيرها قانونيًّا، وهي تعتمد على تحليل الوثائق الرسميّة والشهادات الشفويّة لفهم تطوّر هذه الممارسة عبر الزمن، ودورها ضمن المشروع الاستعماريّ الإسرائيليّ والنضال الفلسطينيّ نحو التحرّر.

المداخلة الثالثة قدّمها الباحث داوود الغول، مرشّح الدكتوراة في الجغرافيا الإنسانيّة في «جامعة نيوكاسل» في بريطانيا، تحت عنوان «صناعة وإعادة تشكيل جغرافيا القدس»، عرض خلالها دراسته الّتي تبحث التطوّر التاريخيّ لفضاءات مدينة القدس، من خلال النظر إلى هذه الفضاءات باعتبارها طبيعيّة، ولكنّها خُلِقَتْ من خلال الصراع والتجاذبات السياسيّة، حيث استمرّ الصراع في إعادة تشكيل جغرافيا المدينة، وعلى وجه الخصوص بعد النكبة عام 1948. تستند الدراسة إلى السجلّات التاريخيّة لتقديم رؤًى لا تُقَدَّر بثمن عن ماضي المدينة وحاضرها، حيث التأكيد على القيمة الفريدة للمقتنيات الأرشيفيّة بصفتها مصدر بيانات أوّليّ للبيروقراطيّة الّتي وثّقت الحياة اليوميّة وحوّلتها إلى وثيقة. وبذلك، تعمل الدراسة على الكشف عن القصص الموثّقة وإحيائها وربطها بالحاضر. تقدّم الدراسة تفسيرًا أصليًّا لتوسيع حدود بلديّة المدينة بعد عام 1948، يشمل ضمّ قرية سلوان إلى منطقة البلديّة، وتفسير أثر التطوّرات المكانيّة غير المتكافئة لأحياء القدس على المشاركة في المجلس البلديّ، وذلك من خلال عقد مقارنة تعالج تطوّر حَيَّيْن، هما سلوان والشيخ جرّاح. 

 

الجلسة الثانية- في سياسات العنف والإبادة

الجلسة الثانية من المؤتمر جاءت تحت عنوان «في سياسات العنف والإبادة»، وقد أدارها د. منصور النصاصرة، أستاذ العلوم السياسيّة والعلاقات الدوليّة في «قسم السياسة والحكم- جامعة بئر السبع».

قدّمت المداخلة الأولى في الجلسة د. لمى بطرس منصور، الباحثة في مجال السياسات الاجتماعيّة، والحاصلة على البكالوريوس من «جامعة حيفا» والماجستير والدكتوراة من «جامعة أوكسفورد». جاءت المداخلة تحت عنوان «أصداء العنف في أروقة الأكاديميا: تجارب الطلبة العرب الفلسطينيّين في أحداث أيّار 2021»، حيث عرضت تجارب الطلبة العرب الفلسطينيّين في المؤسّسات الأكاديميّة الإسرائيليّة خلال أحداث أيّار عام 2021 (ما يُعْرَف بِـ «هبّة الكرامة»)، بالاعتماد على مقابلات مع طلبة وأكاديميّين وأعضاء من جمعيّات المجتمع المدنيّ. تقترح الدراسة نموذجًا نظريًّا يتعقّب السيرورات العاطفيّة والاجتماعيّة والسياسيّة الّتي مرّ بها الطلبة حينها، وتربط بين أحداث أيّار عام 2021 والحرب الجارية على قطاع غزّة في ما يتعلّق بأثر هذه وتلك على الطلبة.

قدّم المداخلة الثانية شهاب إدريس، مرشّح الدكتوراة في الأنثروبولوجيا في «جامعة حيفا»، تحت عنوان «الوالديّة في العصر النيوليبراليّ: نظرة إثنوﭼـرافيّة على الأسرة الفلسطينيّة في إسرائيل»، وقد ارتكزت ورقته على أطروحة الدكتوراة «الوالديّة في العصر النيبوليبراليّ: نظرة إثنوجرافيّة على الأسرة الفلسطينيّة في إسرائيل»، الّتي تتضمّن دراسة إثنوجرافيّة تعكس الواقع الفلسطينيّ داخل الخطّ الأخضر. ركّزت المداخلة على نشوء نموذج عائليّ وتربويّ جديد في المجتمع الفلسطينيّ داخل إسرائيل، يضع الطفل في المركز، حيث وثّق الباحث التحدّيات والتطوّرات الّتي يواجهها الوالدان في ظلّ هذا النموذج، بناءً على عمل ميدانيّ إثنواجرافيّ في القرى والبلدات الفلسطينيّة.

المداخلة الثالثة قدّمتها الباحثة عائشة مسلماني، طالبة الدكتوراة في العلوم الإدراكيّة والاستعرافيّة، تحت عنوان «سياسات إخراس الأطفال المقدسيّين وحرب الإبادة في غزّة»، عرضت خلالها دراستها لتداعيات حرب الإبادة على الأطفال المقدسيّين وكيفيّة تفكيك وتحليل سياسات الإسكات والإخراس ضدّهم، وذلك استنادًا إلى أصواتهم. بيّنت الباحثة أنّ أصوات الأطفال المقدسيّين تحضر من أجل فَهْم معنى الحرب وتأثيرها عليهم، لتواجه منظومات كمّ الأفواه من خلال تحليل النقاشات الدائرة في جلسات الكنيست. اعتمدت منهجيّة الدراسة على مقابلات مع أطفال مقدسيّين، ومع مختصّين مقدسيّين، بالإضافة إلى مشاهدات لمؤتمرات تتعلّق بالطفولة في زمن الإبادة. يتبيّن من مَرْكَزة أصوات الأطفال المقدسيّين قوّة وفاعليّة ووهن منظومة الإخراس على أصواتهم ومسلكيّاتهم ومشاعرهم، كعقدة الناجي، والخوف والقلق/ الرّهاب الشديد؛ لتمتدّ إلى وعيهم للمنظومة الرامية إلى قمع وإخراس أصواتهم المتألّمة، وهويّتهم الفلسطينيّة الحيّة بالرغم من الفقدان والإبادة. في النهاية، تنادي أصواتهم بكسر حاجز الصمت عبر الرفض والمقاومة.

منحة دعم لطلبة الدراسات العليا

في ختام المؤتمر، وُزِّعَ الجزء الأخير من منحة برنامج «سمينار دعم مهارات البحث لدى طلبة الدراسات العليا الفلسطينيّين» لعام 2024، وهي الدورة التاسعة من البرنامج الّذي يديره د. مهنّد مصطفى وتنسّقه طالبة الدراسات العليا جوانا جبارة.

يسعى البرنامج إلى تشكيل حيّز أكاديميّ داعم، وفضاء ثقافيّ ووطنيّ حاضن لطلبة الماجستير والدكتوراة، يناقشون فيه أبحاثهم وكتاباتهم خلال مسيرتهم الأكاديميّة، وتشارك فيه مجموعة من الأكاديميّات/ ين والمحاضرات/ ين الفلسطينيّات/ ين من حقول أكاديميّة مختلفة، ومن بين مُخْرَجاته ملفّ أكاديميّ خاصّ يتضمّن مقالات ذات علاقة بالمشاريع البحثيّة للمشاركات/ ين، يتناولون فيها مساهماتهنّ/ م الأكاديميّة وأهمّيّتها المجتمعيّة. شارك في البرنامج الّذي امتدّ على مدار ثمانية لقاءات اخْتُتِمَتْ بالمؤتمر، وحصل على المنحة، كلّ من طلبة الدراسات العليا: أشواق منديّة (العلوم سياسيّة؛ جامعة حيفا)؛ أمير عودة (علم الاجتماع، جامعة حيفا)؛ جاد قعدان (العلوم الثقافيّة، جامعة تل أبيب)؛ رغدة عوّاد (القانون الدوليّ، الجامعة العبريّة)؛ رنين ذياب (علم الإنسان، جامعة حيفا)؛ زينب حسن (علم الاجتماع والإنسان، جامعة حيفا)؛ ساهر غزّاوي (دراسات الشرق الأوسط، جامعة بار إيلان)؛ عبير بشتاوي (علم الاجتماع والإنسان، جامعة تل أبيب)؛ علي قادري (اللغة العربيّة وآدابها، جامعة حيفا)؛ علي مواسي (العلوم الثقافيّة، جامعة تل أبيب)؛ مريم حاجّ يحيى (التربية، جامعة تل أبيب)؛ مريم فرح (العلوم السياسيّة؛ جامعة تل أبيب)؛ معتصم زيدان (الإعلام، جامعة حيفا)؛ منار خوري (علم الاجتماع، جامعة حيفا)؛ ميّادة عصفور (العلوم الثقافيّة، جامعة تل أبيب)؛ يوسف طه (علم الاجتماع والإنسان، جامعة تل أبيب).

 

الاكثر قراءة