اختتم نهاية الاسبوع الماضي مؤتمر طلاب الدكتوراه الفلسطينيين الذي بادر اليه مركز مدى الكرمل- المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية، وهو المؤتمر الثاني الذي يعقده مدى الكرمل لطلاب الدكتوراه. وشارك به طلاب وطالبات دكتوراه فلسطينيون يدرسون في جامعات محلية وأجنبية وقدموا مداخلات حول أبحاثهم واستمعوا لملاحظات ونقاشات من أكاديميين ذوي خبرة تناوبوا على رئاسة الجلسات ومن الجمهور.
افتتحت المؤتمر السيدة ايناس عودة- حاج المديرة المشاركة في مدى الكرمل بقولها ان هذا المؤتمر يهدف إلى تحفيز الحوار الأكاديمي وتبادل التجارب والخبرات وهو استمرار لمساعي مدى ورسالته في دعم جيل جديد من الباحثين والباحثات الفلسطينيين. وأضافت ان فكرة المؤتمر تأتي "تحدّياً لمشروع التجزئة الذي يعاني منه كل الفلسطينيين في محاولة لخلق إطار فكري يتجاوز الحواجز الجغرافيّة والسياسيّة ويساهم في تطوير مشروع بحثي، علّ الأخير يساهم في صياغة مشروع وطني جامع تزداد الحاجة اليه كل يوم. أما د. منار محمود منسّقة المؤتمر فتحدثت عن أهمية هذا المؤتمر وعن التحضيرات التي سبقته وعن تشكيل لجنة أكاديمية عملت على مراجعة وتقييم الطلبات التي قُدمت وإختيار المشاركين في المؤتمر. وتحدث بروفيسور ميخائيل كريني من كلية القانون في الجامعة العبرية وعضو اللجنة الأكاديمية للمؤتمر عن أهمية الوقوف على منصة أكاديمية والتحدث باللغة العربية في جو داعم مشدداً على أهمية التعلّم من الغير وتبادل الخبرات والتجارب.
ثم بدأت جلسات المؤتمر التي تم تقسيمها حسب مواضيع الأبحاث للمشاركين. الجلسة الأولى كانت حول موضوع الجندر برئاسة د. تغريد يحيى- يونس، وشاركت في الجلسة ثلاث طالبات: فريال خليفة تحدثت عن نشاط المرأة الإسلامي: مسائل ومناحٍ نظرية مختلفة؛ دينا زبيدي تحدثت عن قضايا الزواج في خطاب المجتمع المدني واللاجئين في الأردن؛ وتحدثت لنا سيري عن النسويّة الإسلامية: رد للتضامن المشروط.
الجلسة الثانية تناولت وجهات نظر كولونيالية وأدارتها بروفيسور نادرة شلهوب- كيفوركيان من الجامعة العبرية ومديرة برنامج الدراسات النسويّة في مدى الكرمل. تحدث فيها كل من وسيم غنطوس حول تعهيد الاستعمار الاحلالي؛ وطاهر اللبادي حول الاقتصاد السياسي للاستعمار في فلسطين؛ ومنى الدجاني حول الزراعة كعمل مقاوم تحت الاحتلال.
أما الجلسة الثالثة فتمحورت في الدراسات الإجتماعية وأدارها د. سامي محاجنة من المعهد الأكاديمي العربي بيت بيرل. شارك فيها كل من سنيال عثامنه وتحدثت عن الطموحات المهنيّة لدى الفتيات الفلسطينيات في إسرائيل اللواتي يعشن في الفقر؛ أديم مصاروة وتحدثت عن العنف الجسدي الحاد لدى المراهقين الفلسطينيين في الداخل؛ وأحمد بدران متحدثاً حول التأثيرات الطبقيّة للخيارات التعليمية.
أولى جلسات اليوم الثاني والرابعة من جلسات المؤتمر تناولت موضوع التخطيط برئاسة بروفيسور يوسف جبارين من التخنيون. شارك فيها قيس ناصر الذي تحدث عن تحديات التخطيط لأقليّة تقليديّة؛ وأحمد الأطرش الذي تحدث عن استراتيجيات التخطيط المكاني نحو الاستدامة في السياق الجيوسياسي للأراضي الفلسطينية.
موضوع الهويّة كان محور الجلسة الخامسة التي أدارها بروفيسور ميخائيل كريني وشارك فيها ثلاثة متداخلين. فراس خطيب تحدث عن الفضائيّات العربيّة والفلسطينيّين في إسرائيل؛ هامة ابو كشك تناولت خطاب المدوّنات العربية في إسرائيل؛ ورامز عيد تحدث عن الانثروبولوجيا ورفع شأن الديمقراطيّة المحليّة في عصر الدولة النيوليبراليّة.
أما الجلسة الأخيرة فكانت حول موضوع التاريخ برئاسة د. منار حسن من جامعة بن غوريون في النقب، وشملت ثلاث مداخلات. همّت زعبي تحدثت عن حيفا لاحقاً لاحتلالها؛ هبة يزبك تناولت حالة المهجَّرين الفلسطينيين في المناطق المحتلة عام 1948؛ وأمير فاخوري تحدث عن استراتيجيّات الهويّة لدى العرب المسيحيين مواطني إسرائيل.
هذا وقد امتدت أعمال المؤتمر على مدار يومين وشملت إلى جانب الجلسات ورشات عمل مع الطلاب المشاركين. أدار الورشة الأولى د. أيمن إغبارية من جامعة حيفا وعضو اللجنة الأكاديمية للمؤتمر حول إنجاز كتابة رسالة الدكتوراه: تبصّرات في تجارب الطلبة. أما الورشة الثانية فتناولت تحديات ما بعد الدكتوراه: العمل والنشر، وأدارها بروفيسور ميخائيل كريني.
يذكر ان اليوم الأول اختتم بحفل توزيع لعدد من المنح لطلاب دكتوراه، حيث تم توزيع ست منح بحضور ومشاركة د. أيمن إغبارية عضو لجنة المنح. أما الطلاب الذين حصلوا على منح فهم:
- أديم مصاروة من الجامعة العبرية في القدس.
- فراس خطيب من جامعة ساواس في لندن.
- حنين نعامنة من جامعة لندن.
- همّت زعبي من جامعة بن غوريون في النقب.
- عبد كناعنه من جامعة تل أبيب.
- لنا طاطور من جامعة وارويك في استراليا.