بعد مرور نحو خمسة عشر شهرًا من بدء حرب الإبادة على غزّة، توصّلت حركة حماس والحكومة الإسرائيليّة في الخامس عشر من كانون الثاني المنصرم (15/1/2025) إلى اتّفاق تبادل أسرى ومخطوفين ووقف لإطلاق النار ينفَّذ على ثلاث مراحل، بوساطة قَطَريّة ومصْريّة، وضغط كبير من الرئيس الأمريكيّ الجديد دونالد ترامـﭖ.
يستعرض د. امطانس شحادة، في هذه الورقة، العوامل التي كانت في خلفيّة التحوُّل في موقف نتنياهو وموافَقته على الاتّفاق. حيث تدّعي الورقة أنّ تزامن عدّة تحوُّلات معًا، عسكريّة وسياسيّة وخارجيّة، بصيغة تدخُّل الرئيس الأمريكيّ المنتخَب دونالد ترامـﭖ حتّى قبل تنصيبه على نحوٍ رسميّ، أسهمت معًا في تقليص إمكانيّات نتنياهو في تعطيل التوصُّل إلى اتّفاق، كما حصل في محاولات سابقة في العام الأخير. كذلك ترى ورقة الموقف أن المسائل التي ما زالت مفتوحة بالنسبة لقِطاع غزّة، ومنها مسألةُ اليوم الذي يَعقب انتهاء الحرب، والحالةُ الأمنيّة، واحتمالُ استمرار حركة حماس في إدارة قِطاع غزّة، من المتوقَّع أن تخلق أزمات سياسيّة مستقبليّة جديدة للائتلاف الحكوميّ ولنتنياهو.
وقد تزامَنَ ذلك مع ملفّات داخليّة خلافيّة، من بينها استمرارُ أو توسُّعُ احتجاجات ومطالبة عائلات الأسرى والمخطوفين الاستمرار بعمليّات التبادل؛ وملفّ سَنّ قانون التجنيد لترتيب الإعفاء من الخدمة العسكريّة لطلبة المعاهد الدينيّة وإرضاء الأحزاب الحريديّة، التي ترى في ذلك خطًّا أحمرَ للبقاء في الائتلاف؛ وملفّ إقرار الميزانيّة العامّة للحكومة في شهر آذار، الذي قد يفتح شهيّة الحلفاء لابتزاز المزيد من الميزانيّات والامتيازات التي قد تثْقِل على كاهل ميزانيّة الحكومة، المثْقَل أصلًا بسبب النتائج الاقتصاديّة للحرب على غزّة. كلّ هذه معًا قد تشكّل تهديدًا مستقبليًّا لتماسك الائتلاف الحكوميّ.
وأخيرًا، ترى الورقة بأن خطوات إسرائيل تجاه الضفّة الغربيّة، قد تضمن استمرار تماسك حكومة اليمين المتطرّف الصِّرْفة لعدّة أشهر إضافيّة، لكنّها لا تضمن استمرار هذا الائتلاف فترة طويلة.
لقراءة الورقة يرجى الضغط هنا