افتتحت اللقاءَ د. عرين هوّاري، المديرةُ العامّة لمدى الكرمل، بالتأكيد على أهمّيّة المنهج النوعيّ في استكشاف تجارب المجموعات المهمَّشة، وبخاصّة من خلال المقابلات المتعمّقة والإثنوﭼـرافيا. وكذلك تناولت مفهوم موقعيّة الباحث، مشيرةً إلى أهمّيّة الوعي بالموقع الاجتماعيّ والسياسيّ للباحث وتأثيره على البحث، مشدّدةً على دَوْر المنظور النسويّ في تعزيز البحث النوعيّ عبْر الإصغاء للأصوات الـمُقْصاة والاعتراف بموقعيّة الباحث، مع السعي نحو إحداث تغيير اجتماعيّ.
.jpg)
وتعميقًا للنقاش بشأن تطبيقات المنهجيّة النوعيّة، قدّمت سجود محاجنة، طالبة الدراسات العليا المشارِكة في السمينار، عرضًا لمنهجيّة بحثها حول قرية اللجّون الفلسطينيّة المهجَّرة، كتطبيق عمليّ للبحث النوعيّ. توظّف سجود التاريخَ الشفويّ والإثنوﭼـرافيا لاستقصاء الذاكرة الجماعيّة وسرديّات التهجير، مركّزة على دَوْر الأرشيفات الشخصيّة والروايات الفرديّة في الحفاظ على الذاكرة ومقاومة السرديّة الاستعماريّة المهَيْمِنة.
في الجزء الثاني من اللقاء، تناول د. سامي محاجنة، الـمُحاضر في مجالَيِ التربية وعلم النفس، المنهجيّةَ الكمّيّةَ في البحث العلميّ، مقدِّمًا رؤية فلسفيّة للعلم كمنهجيّة منظَّمة لاكتشاف القوانين التي تفسّر الظواهر. طرح د. سامي مقارَبةً تعطي الأفضليّة للبحث الكمّيّ في تحديد العلاقات السببيّة، واستعرض تحدّيات العلوم الاجتماعيّة من حيث صعوبة ضبط المتغيّرات وتأثير الذاتيّة. وكذلك تطرّق إلى المنهج المختلط الذي يدمج بين البحث الكمّيّ والبحث النوعيّ بأشكاله المختلفة.
وكنموذج تطبيقيّ للمنهجيّة الكمّيّة، قدّمت المشارِكة بلقيس عمايرة عرضًا لبحثها الذي يستقصي العلاقة بين التعرُّض للمحتوى السياسيّ والتعرُّض للمحتوى الحربيّ عبْر وسائل التواصل الاجتماعيّ وصحّة الفلسطينيّين النفسيّة، مستعرضةً النتائجَ التي توصّلتْ إليها بشأن الأدوار الوسيطة للدعم الاجتماعيّ والتديُّن والصلابة النفسيّة.
وفي الختام، أوضحت هوّاري أنّ إنتاج المعرفة في السياق الاستعماريّ يتطلّب وعيًا نقديًّا بالمناهج المستخدَمة وقدرتها على الْتِقاط تجارب المجموعات المختلفة وتوثيقها بأمانة، وأنّ مدى الكرمل ملتزم بتوفير المساحات الآمنة للباحثين الشباب لتطوير مشاريعهم البحثيّة. يأتي اللقاء ضمن جهود المركز لدعم البحث الأكاديميّ الفلسطينيّ وتعزيز قدرات الباحثين الشباب.
العنوان:
