big-img-news
بواسطةMada Admin | 7 فبراير 2024

انطلاق الدورة التاسعة من «سمينار ومنح لدعم مهارات البحث لطلبة الدراسات العليا»

 

أطلق «مدى الكرمل- المركز العربيّ للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة»، الدورة التاسعة من «سمينار دعم مهارات البحث لدى طلبة الدراسات العليا الفلسطينيّين» لعام 2023/2024، الّذي يسعى إلى أن يشكّل حيّزًا أكاديميًّا داعمًا، وفضاءً ثقافيًّا ووطنيًّا حاضنًا لطلبة الماجستير والدكتوراه، يناقشون فيه أبحاثهم وكتاباتهم خلال مسيرتهم الأكاديميّة، وتشارك فيه مجموعة من الأكاديميّين والمحاضرين الفلسطينيّين من حقول أكاديميّة مختلفة.

يسعى السمينار إلى توفير مناخٍ يمكّن المشاركين فيه من طرح أسئلتهم الأكاديميّة وتخبّطاتهم خلال مسارهم البحثيّ، لمناقشتها مع زملائهم في السمينار، ومع محاضرين ضيوف. كما يولي السمينار أهمّيّة لتطوير المنظور النقديّ لدى المشاركين حين بلورتهم لإسهاماتهم النظريّة، ولا سيّما لدى مقاربة القضايا المتعلّقة بالمجتمع الفلسطينيّ.

يعتزم السمينار تحقيق أهدافه من خلال ثمانية لقاءات تُعْقَد شهريًّا على نحو دوريّ، سبعة منها تمتدّ على ستّة أشهر من شباط (فبراير) حتّى تمّوز (يوليو)؛ تُناقَش خلالها قضايا معرفيّة وأكاديميّة تُعْنى بإكساب المشاركين مهارات وأدوات تساعدهم في كتابة رسائلهم الجامعيّة، واللقاء الأخير سيكون مشاركة في مؤتمر طلبة الدكتوراه في آب (أغسطس). من بين مُخْرَجات السمينار ملفّ أكاديميّ خاصّ يتضمّن مقالات حول المشاريع البحثيّة للمشاركين، يتناولون فيها مساهماتهم الأكاديميّة وأهمّيّتها المجتمعيّة.

يدير السمينار الدكتور مهند مصطفى، مدير «برنامج دعم طلبة الدراسات العليا» في «مدى الكرمل»، وتنسّقه طالبة الدراسات العليا جوانا جبارة، وقد اختير المشاركون فيه بعد مراجعة الطلبات من قبل لجنة القبول الّتي شارك فيها كلّ من الدكتورة أريج صبّاغ خوري، عضوة «لجنة الأبحاث» في «مدى الكرمل»؛ والدكتورة عرين هواري، مديرة «مدى الكرمل»؛ والدكتور مهنّد مصطفى، مدير السمينار.

المشاركون لعام 2023/2024: أشواق منديّة (العلوم سياسيّة؛ جامعة حيفا)؛ أمير عودة (علم الاجتماع، جامعة حيفا)؛ جاد قعدان (العلوم الثقافيّة، جامعة تل أبيب)؛ رغدة عوّاد (القانون الدوليّ، الجامعة العبريّة)؛ رنين ذياب (علم الإنسان، جامعة حيفا)؛ زينب حسن (علم الاجتماع والإنسان، جامعة حيفا)؛ ساهر غزّاوي (دراسات الشرق الأوسط، جامعة بار إيلان)؛ عبير بشتاوي (علم الاجتماع والإنسان، جامعة تل أبيب)؛ علي قادري (اللغة العربيّة وآدابها، جامعة حيفا)؛ علي مواسي (العلوم الثقافيّة، جامعة تل أبيب)؛ محمّد خليليّة (علوم البيئة، جامعة حيفا)؛ مريم حاجّ يحيى (التربية، جامعة تل أبيب)؛ معتصم زيدان (الإعلام، جامعة حيفا)؛ منار خوري (علم الاجتماع، جامعة حيفا)؛ ميّادة عصفور (العلوم الثقافيّة، جامعة تل أبيب)؛ يوسف طه (علم الاجتماع والإنسان، جامعة تل أبيب).

 

 

معرفة مستقلّة

عرّفت عرين هواري في كلمتها الافتتاحيّة بمركز «مدى الكرمل»، قائلةً إنّه مؤسّسة بحثيّة مستقلّة تأسّست عام 2000 من قبل مجموعة من المثقّفات والمثقّفين والباحثات والباحثين الفلسطينيّين، ضمن مسعًى إلى بناء مؤسّسات ذات استقلاليّة عن المنظومة السياسيّة الإسرائيليّة وبِناها الثقافيّة، من أجل إنتاج معرفة فلسطينيّة، وتعزيز الفكر النقديّ.

وأشارت هواري إلى أنّ «مدى الكرمل» هدفه أن يوفّر بيئة حاضنة للمثقّفين والأكاديميّين الفلسطينيّين، وأيضًا لإنتاج معرفة تجمع بين الأكاديميّ والسياسيّ التحرّريّ. جزء كبير من فعاليّتنا يُنَظّم في الأراضي المحتلّة عام 1967، وبالتنسيق مع مؤسّسات فيها، في محاولة لخلق تواصل بين مختلف أجزاء الشعب الفلسطينيّ.

 

محطّات الرحلة

أشار مهنّد مصطفى في كلمته الافتتاحيّة إلى أنّ السمينار يمثّل رحلة يخوض خلالها المشاركون فيه محطّات مختلفة، عبر تداول تفاعليّ حواريّ ينطلق من مشاريعهم البحثيّة، حيث التركيز على المحطّات الآتية: النظريّة والنقد النظريّ؛ المنهجيّات، ولا سيّما الأصلانيّة؛ السلطة والمعرفة؛ المثقّف والمعرفة.

أشار مصطفى إلى أنّ السمينار سيخوض في المنهجيّات الأصلانيّة بصفتها أدوات لكسر الهيمنة المعرفيّة الغربيّة، كما سيتناول السلطة والمعرفة فلسفيًّا، وتحديدًا من خلال انعكاسهما في النشر الأكاديميّ في المجلّات العلميّة. وفي ما يتعلّق بالمثقّف والمعرفة، فإنّ نصوص السمينار ستدمج بين العربيّة التراثيّة والمعاصرة. كما سيناقش السمينار، علاقة المثقّف الفلسطينيّ بالتراث العربيّ الإسلاميّ، وبالإنتاج العربيّ الحديث، مقابل الإنتاج الغربيّ ومثقّفيه.

 

الفلسفة الاجتماعيّة

ناقش السمينار في لقائه الأوّل مقالًا بحثيًّا لأستاذ الفلسفة المعاصرة في قسم الفلسفة بـ «جامعة الكويت»، الزواوي بغوره، من الجزائر، عنوانه «الفلسفة الاجتماعيّة: بحث في مفهومها ونظريّتها وعلاقاتها» (مجلّة تبيّن، المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات، 2019)، جاء في ملخّصه: "يسعى البحث للإجابة عن الأسئلة الآتية: ما مفهوم الفلسفة الاجتماعيّة؟ وما نظريّتها في مسألة العلاقة بين القيم والـوقـائـع؟ ومـا علاقتها بالفلسفة والعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة؟ وتـحـقـيـقًـا لـذلـك، أجـريـنـا تـحـلـيلًا ومـنـاقـشـة لـمـيـراث مـدرسـة فـرانـكـفـورت  Frankfurt Schoolالنقديّ، والمساهمات الفلسفيّة المعاصرة المرتبطة بنقد الحداثة؛ بهدف تحديد هذا المبحث الفلسفيّ الجديد، الـّذي لا يُعْتَبَر نـوعًا مـن إبستيمولوجيا العلوم الاجتماعيّة، بما أنـّه لا يكتفي بـالـدراسـة الوصفيّة للمبادئ العلميّة، أو بفلسفة للمجتمع، فحسب، وبـمـا أنّه لا يقتصر على دراســة الأنـطـولـوجـيـا الاجـتـمـاعـيّة، وإنّمـا يـتـمـيّـز أيـضًا بـالـربـط بـيـن الـوصـف والـتـفـسـيـر، والـمـعـيـار والواقع، والنظريّة والممارسة، وذلك من منظور نقديّ يسعى لتحقيق قيم التنوير".

 

 

أشار مصطفى إلى أنّ اختيار المقال جاء لاشتماله على مقولتين أساسيّتين تتجاوبان مع فكرة السمينار؛ الأولى أنّ الباحث لا  يقتصر دوره على تقديم فهم وتحليل من أجل وصف وتفسير الواقع فحسب عبر قراءة عقلانيّة، وإنّما مهمّته أيضًا تقديم مقولة أخلاقيّة. يرى المقال أنّ الإنتاج المعرفيّ في العلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة لا يسعى إلى طرح قراءات جديدة لفهم ظواهر معيّنة فحسب، وإنّما هدفه الأبعد تحقيق قيمتين أساسيّتين: العدل والأخلاق.

يرى المقال بأنّ الفلسفة الاجتماعيّة جاءت لربط ما انفصل بين البحث التجريبيّ في العلوم الاجتماعيّة والثقافيّة من جهة، والفلسفة السياسيّة والأخلاقيّة من جهة ثانية، الّتي تعطي أولويّة للتفكير العقليّ وللتأمّل؛ إذ الفلسفة الاجتماعيّة ليس هدفها التفكير العقليّ فقط، بل هي، وعلى عكس الفلسفة المجرّدة، تعترف بأهمّيّة العلوم التجريبيّة، وترى أنّ هناك بنًى اجتماعيّة نحتاج إلى دراستها والبناء عليها.

جاء في نقاش المقال أنّه علينا فهم الإنسان وليس فقط المجموع، وأنّ من أهمّ مميّزات الفلسفة الاجتماعيّة اعتمادها على «نظريّة الاعتراف»، وكذلك على الربط بين اللغة والثقافة والهويّة، حيث إعطاء اللغة مكانة مركزيّة في إنتاج المعرفة، فلا تكون أداة فحسب، وإنّما تُعَدّ هي نفسها معرفة.

 

 

الاكثر قراءة