اختتمَ مدى الكرمل – المركز العربيّ للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة في حيفا، سمينار دعم طلبة الدراسات العليا، الذي شارك فيه أربعة عشر من طَلبة وطالبات الدراسات العليا الفلسطينيّين من جميع أنحاء البلاد. أدار البرنامج وأشرف عليه أكاديميًّا الدكتور مهنّد مصطفى، المدير العامّ لمدى الكرمل، والدكتورة عرين هواري -منسّقة مشروع برنامج دعم طلبة الدكتوراة في مدى الكرمل، والباحثة في المركز. يهدف البرنامج إلى احتضان طلبة الدراسات العليا الفلسطينيّين في الجامعات الإسرائيليّة، ومنحهم منصّة لمناقشة دراساتهم وأبحاثهم بلغتهم الأمّ، والى توفير إطار يتمكّن الطلبة من خلاله من التعبير عن أفكارهم وآرائهم بِـحُرّيّة، وسماع تقييمات وملاحظات حول أبحاثهم من كبار المحاضرين والمحاضِرات الفلسطينيّات. كذلك ترمي الورشة إلى بناء باحثين فلسطينيّين مقاومين للأكاديميا الإسرائيليّة المهيمنة، نقدًا ونقضًا. بالإضافة الى ورشات العمل وحلقات النقاش والحِوار التي شارك فيها الطلبة، استضاف السمينار مجموعة من الشخصيّات الأكاديميّة الفلسطينيّة البارزة، وأتاح للطلبة التعرّف عليهم والاكتساب من خبراتهم البحثيّة وتجاربهم الأكاديميّة. في اللقاء الأوّل من السمينار، دارَ الحِوار مع المشاركين حول "النظريّة النقديّة في الفكر الغربيّ والعربيّ". في اللقاء الثاني، ناقشَ المشاركون فصلًا من كتاب محمّد صبّور "المعرفة والسلطة في المجتمع العربيّ". في الجزء الثاني من اللقاء، استضاف السمينار الـمُحاضِر الدكتور نمر سلطاني؛ وهو باحث فلسطينيّ ومُحاضِر في كلّيّة الدراسات الشرقيّة والأفريقيّة ("سواس") في جامعة لندن. قدّم سلطاني محاضَرة حول "الإطار المعرفيّ والنظريّ: مقارَبة نقديّة"، عالجَ فيها الموضوع من خلال الحديث عن كتابه بشأن القانون والثورة ما بعد الربيع العربيّ. تَلا مُحاضرةَ سلطاني نقاشٌ حول المقارَبة النقديّة للأدبيّات في الكتابة الأكاديميّة. في القسم الأوّل من اللقاء الثالث، عرضت طالبة الدكتوراة سُكينة سواعد بحثها الذي يناقش التجربة التربويّة /الاجتماعيّة /العائليّة والوطنيّة للطالبات الفلسطينيّات اللواتي يدرسنَ للحصول على الدكتوراة في الأوساط الأكاديميّة الإسرائيليّة. في القسم الثاني، استضاف السمينار الدكتورة سامرة إسمير؛ وهي محاضِرة في قسم البلاغة في جامعة بيركلي، في محاضَرة ونقاش حول القراءات النقديّة في النظريّات الأكاديميّة. استضاف السمينار في اللقاء الرابع الـﭘـروفيسور أمل جمّال، المحاضِر في قسم العلوم السياسيّة في جامعة تل أبيب. تناول جمّال أهمّيّة النشر في مجلّات أكاديميّة في سبيل التقدّم الأكاديميّ؛ مشيرًا إلى أهمّ الأمور التي على الباحث أن يتناولها في أبحاثه، وفي كتاباته البحثيّة. عُقِد اللقاء الاختتاميّ للسمينار على مدار يومَيْن في رام الله. افتُتِح اللقاء بجلسة حِواريّة بعنوان "تأصيل المعرفة والمعرفة البديلة في العلوم الاجتماعيّة"، أدارها طالب الدكتوراه خالد عنبتاوي، وتحدّث فيها الدكتور أباهر السقّا بجلسة، كما عرضَ خلالها عضو السمينار الطالب طارق بصول ورقة بعنوان: "شفاعمرو: تطويرها الديمـﭼـرافيّ والاقتصاديّ والعمرانيّ خلال الحكم العسكريّ الإسرائيليّ 1948-1966". وقد خصّص السمينار الجزء الأوّل من اليوم الثاني لورشة بعنوان "ما هي المنهجيّة؟ حاجتنا إليها وتوظيفنا لها"، أدارها الطالب أشرف بدر، وتحدّث فيها د. خالد فوراني، وعرضت خلالها الطالبة بانة شغري ورقة بعنوان: "أنا؟ نحن؟ إنشاء ومحو الفوارق بين الباحثة وعيّنة البحث". وقد استضاف السمينار في الجزء الثاني الدكتورة أريج صبّاغ - خوري في محاضَرة ونقاش بعنوان "الكولونياليّة الاستيطانيّة، سوسيولوجيا إنتاج المعرفة في إسرائيل والمنهجيّات النقديّة"، وأدارها الطالب علي موسى. وقد عقّب الدكتور مهنّد مصطفى، المدير العامّ لمدى الكرمل، على اختتام السمينار قائلًا: "يشكِّل سمينار طلبة الدراسات العليا إطارًا أكاديميًّا ومعرفيًّا ومنهجيًّا مهمًّا في مسيرة الطلبة الأكاديميّة، فضلًا عن أنّه مكان يلتقي فيه الطلبة من جامعات مختلفة ومن تخصُّصات وأنساق معرفيّة متنوّعة في فلسطين، وينكشفون على عالم المعرفة والإنتاج البحثيّ من محاضِرين ومحاضِرات فلسطينيّين في مؤسّسات أكاديميّة محلّيّة وعالميّة، ونهدف منه أيضًا إلى تطوير المعرفة الناقدة وإكساب الطلبة مهارات في الكتابة الأكاديميّة تبدأ من التعرّف على الحقل المعرفيّ والنظريّ، مرورًا بالمنهجيّات البحثيّة وطرحها بشكل معمّق، وانتهاءً بدَوْر الطالب الفلسطينيّ في المجال العموميّ، والعلاقة بين المعرفة والبحث الجادّ والموضوعيّ، والانحياز إلى قضايا المجتمع وهمومه الوطنيّة والسياسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة".