عُقِدَ السبت، 25 أيّار 2024، اللقاء الأوّل من «سمينار الصحّة النفسيّة في السياق الفلسطينيّ- مقاربة تحرّريّة»، بمشاركة عدد من طلبة الصحّة النفسيّة وخرّيجيها ومهنيّيها. تناول اللقاء الأوّل توجّهات ومفاهيم علم النفس التحرّري، النشأة والتاريخ.
قدّمت مركّزة «برنامج علم النفس التحرّريّ»، المعالجة النفسيّة إيناس عودة- حاجّ، في بداية اللقاء، مداخلة تأطيريّة تطرّقت إلى الحاجة للتفاكر والحوار، بصفتيهما من الآليّات الضروريّة للتغيير المجتمعيّ حسب رؤية علم النفس التحرّريّ. وقالت إنّ رحلة التعافي تبدأ بالممارسات التحرّريّة، مثل: توطين المعرفة عن طريق إنتاج معرفيّ نقديّ أصلانيّ، يحلّل منهجيّات الاستعمار في السيطرة على النفس، ويضع يده على الألم، ويبحث عن مكامن الأمل لبناء تدخّلات علاجيّة ملائمة تعيد للفلسطينيّ ذاتيّته.
كما تطرّقت عودة- حاجّ إلى الحرب على قطاع غزّة والحاجة الّتي خلقتها الحالة السياسيّة الراهنة إلى قراءة جماعيّة أصلانيّة نقديّة للواقع الجديد الّذي ولّدته الحرب، والمساهمة في تطوير لغة تحليليّة ملائمة للتعامل مع التحدّيات الراهنة الّتي يواجهها الشعب الفلسطينيّ.
ثمّ كانت مداخلة للدكتورة سما دواني، أستاذة مساعدة في «دائرة العلوم الاجتماعيّة والسلوكيّة- جامعة بير زيت»، ومديرة «برنامج ماجستير علم النفس المجتمعيّ» في الجامعة. تطرّقت المداخلة إلى مفاهيم علم النفس التحرّريّ، تاريخه ونشأته، وتوجّهاته النظريّة وعلاقته بحقول معرفيّة أخرى، بالإضافة إلى إضاءات على المنهج السرديّ، مستندة إلى أعمال منظّرين في المجال، مثل مارتن بارو، وباولو فريري، وفرانز فانون، ومصطفى حجازي، وإبراهيم مكّاوي، وآخرين.
كما تطرّقت دواني إلى القيم الّتي يشدّد عليها علم النفس التحرّريّ، مثل المشاركة، والتعدّديّة، والعدالة الاجتماعيّة، وتقرير المصير، وغيرها، بالإضافة إلى الاختلافات بينه وعلم النفس الكلاسيكيّ. كما استعرضت بعض الأدوات الّتي يستعملها علم النفس التحرّريّ، مثل تفكيك أدلجة الحياة اليوميّة، واستعادة الذاكرة التاريخيّة، وتطوير الوعي النقديّ، وصولًا إلى التطبيقات التحليليّة والعمليّة في السياق الفلسطينيّ.
يُذْكَر أنّ السمينار يُعْقَد بالتعاون بين «برنامج علم النفس التحرّريّ» في «مدى الكرمل- المركز العربيّ للدراسات الاجتماعيّة التطبقيّة»، و«برنامج علم النفس المجتمعيّ- جامعة بيرزيت».
يُعْقَد السمينار على مدار ستّة لقاءات، تستضيف عددًا من الأكاديميّين والمهنيّين الفلسطينيّين. تُشْرِف على السمينار لجنة مكوّنة من السيّدة إيناس عودة- حاجّ، مركّزة السمينار، والدكتورة عرين هواري، مديرة «مدى الكرمل»، والدكتورة ميّ البزور، أستاذة علم النفس الاجتماعيّ في «جامعة بيرزيت».
السمينار بتمويل من مؤسسة عبد المحسن القطان