محاضرة السياسة الدولية والمحلية في زمن الكورونا للدكتور مهند مصطفى
هذه المحاضرة هي المحاضرة الأولى من سلسلة محاضرات السياسة في زمن الكورونا، وهي محاضرات متلفزة أطلقها مركز مدى الكرمل في أعقاب أزمة الكورونا. تنقسم محاضرة السياسة الدولية والمحلية في زمن الكورونا إلى قسمين: تناول الدكتور مهند مصطفى في القسم الأول منها تأثير الكورونا على السياسة الدوليّة، حيث طرحت الكورونا سؤالي الدولة والنظام الدولي. من ناحية أدّت الكورونا إلى التفكير من جديد بدور الدولة الحديثة، الاقتصاد النيو ليبرالي، والحدود، والمواطنة، والتوجهات الليبراليّة مقابل التوجهات القوميّة، والتفكير إلى أي مدى يستطيع المواطن أن يستقل تماما عن الدولة؟ ذلك أنّ ردّ فعل كلّ دولة -في أعقاب الكورونا- جاء كردّ فعل انعزالي على داخلها، مع التركيز على مصالحها، والعزوف والانكفاء على ذاتها، ممثلا لذلك بما حدث للاتحاد الأوروبي في أعقاب هذه الأزمة. أيّ أنّ الأزمة خلقت حالة من التحدّي للتوجه الليبرالي فيما يتعلق بفتح الحدود والتعاون بين الدول، مثيرة بذلك سؤال مركزية الدولة، وسؤال ديموقراطية الدولة، وسؤال ما مدى الحرية التي ستمنحها الدولة للفرد بعد أن أمسكت بزمام الأمور في صراعها مع هذا المرض كدولة قومية ودولة مغلقة؟ من ناحية أخرى، ووفقا للدكتور مهند مصطفى، طرح الوباء سؤال النظام الدولي، أي ماذا سيكون النظام الدولي بعد هذه الأزمة؟ وذلك أن الولايات المتحدة التي كانت قائدة للنظام الدولي لم تتدخل لحل هذه الأزمة، ليس ذلك فقط، بل لم يعوّل عليها أحد لحلها، حيث أن دونالد ترامب أضعف الولايات المتحدة في النظام الدولي. أضف إلى ذلك، أنّ نسب الإصابة بالمرض في الولايات المتحدة أعلى من الصين، ونسب الشفاء أقل أيضا. بالمقابل، الصين التي انتشر الوباء من داخلها موجودة في مرحلة احتواء المرض، والانتقال إلى مرحلة مساعدة الدول النامية وحتى الدول الأوروبية في مواجهة هذا المرض، بمعنى أن الصين تأخذ الآن دور القائد في النظام الدولي. هذا يعيدنا لسؤال الدولة المركزية، حيث أن الصين التي هي دولة مركزية سلطوية نجحت في السيطرة على المرض، أما الولايات المتحدة التي هي دولة نيو ليبرالية لم تنجح في ذلك بنفس المستوى والفترة الزمنية.النصف الثاني من المحاضرة تناول التطورات التي طرأت على الواقع والمشهد السياسي في إسرائيل في أعقاب أزمة كورونا، خاصة بعد ثلاث جولات انتخابية غير محسومة. لم يتصرف بيني ﭼانتس، الشخص المكلف رسميًّا بتشكيل حكومة، كقائد يهدف إلى مواجهة الأزمتين الصحية والسياسية، بل جاءت تصرفاته وتصريحاته كرد فعل على نتنياهو، حيث تصرف هذا الأخير على أنه المكلف بتشكيل الحكومة. كان نتنياهو من يضع الاقتراحات، تارةً يقدم خططًا لتشكيل حكومة طوارئ، وتارة أخرى يقترح حكومة وحدة وطنية. أي أن أزمة كورونا عقّدت الواقع والمشهد السياسي في إسرائيل، ذلك أن استغلها نتنياهو كما يحسن استغلال كلّ الأزمات، فقام ببناء حالة من الخوف والهلع -وليس الحذر- من أجل تحقيق مكاسب سياسية، كإغلاق خيار انتخابات رابعة أو بناء حكومة أقلية تعتمد على القائمة المشتركة، ومن أجل أن يموضع نفسه على أنه مركز أي حل في أي أزمة على المستوى الوطني. بهذا تكون الكورونا قد أثرت على جميع الخيارات المتاحة في الساحة السياسية الإسرائيليّة.
لمشاهدة المحاضرة كاملة اضغط/ي هنا