برنامج الدراسات النسوية/
أحداث / يوم دراسي بعنوان: المدينة الفلسطينيّة بين التغييب واستعادة الحضور: مقاربات نسويّة.برنامج الدراسات النسويّة في مركز مدى الكرمل يعقد يومًا دراسيًّا (10.12.2022)، تكريمًا للإسهامات الأكاديميّة والنسويّة للدكتورة منار حسن، حمل العنوان: "المدينة الفلسطينيّة بين التغييب واستعادة الحضور: مقاربات نسويّة"، في دير ستيلا ماريس -حيفا. وقد جاء هذا اليوم الدراسيّ ثمرة للتعاون بين برنامج الدراسات النسويّة في مدى الكرمل ومشروع "حلقات استقبال".
افتَتحت الندوةَ تيماء أبو أحمد (عضوة طاقم "حلقات استقبال")، فرحّبت بالجمهور مشيرة إلى أهمّيّة اليوم الدراسيّ هذا كونه يعرض لنا مسيرة الدكتورة منار حسن على جميع الصُّعُد، الأكاديميّة منها والمجتمعيّة، ويحمل معه مداخلات قيّمة ومُهِمّة لنساءٍ كنّ شريكات لها في مسيرتها في النضال النسويّ الفلسطينيّ وفي الحقل الأكاديميّ. كذلك تطرّقت أبو أحمد إلى عادة "حلقات استقبال" في الحيّز النسويّ الفلسطينيّ في ما قبل النكبة، وإلى إعادة إحيائها من جديد بعد النكبة في عام 2017 من قِبل ناشطات نسويّات فلسطينيّات، وإلى أهمّيّة توثيق وأرشفة شهادات وروايات النساء الفلسطينيّات على الرغم من كلّ المحاولات لتدمير الأرشيفات الفلسطينيّة النسويّة.
في المداخلة الافتتاحيّة، التي كانت بعنوان: "بين النسويّ والوطنيّ والأكاديميّ: د. منار حسن في الطليعة"، تطرّقت د. عرين هوّاري (مديرة برنامج الدراسات النسويّة في مركز مدى الكرمل) إلى سيرورة عمل النضال النسويّ ابتداءً من سنوات التسعين مشدِّدة على دَوْر منار حسن في تشكيل تنظيم "الفنار" كحالة متميّزة نسويًّا ووطنيًّا؛ وذلك لكونه التنظيم النسويّ الوحيد في تلك الفترة، الذي حضر به النسويّ والوطنيّ باشتباكهما معًا ودون أيّ مفاضلة بينهما ودون مساومة، حيث الوطنيّ يدافع عن الوطن كاملًا، والنسويّ يَحْضر بكلّ راديكاليّته. وشدّدت هوّاري على عمل د. منار حسن في السياق السياسيّ، إضافة إلى المسيرة الأكاديميّة التي من خلالها كتبت أوّل بحث أكاديميّ داخل الخطّ الأخضر يقرن بين قمع الدولة وقمع المنظومة الذكوريّة، مشيرة إلى تواطؤ بين المؤسَّستَيْن في مسألة قتل النساء الفلسطينيّات.
في المحاضرة الأولى من الجلسة الأولى، وكانت بعنوان: "مناهضة جرائم "شرف العائلة" في بدايات العمل النسويّ الفلسطينيّ داخل الخطّ الأخضر"، تطرّق الكاتب والسياسيّ أمير مخّول (الذي كان من روّاد مناهِضات/ي "جرائم الشرف") إلى ملامح سرديّة لمناهَضة جرائم شرف العائلة في فترة أواخر الثمانينيّات وبداية التسعينيّات، مشدِّدًا على "الفنار" بوصفه تنظيمًا نسويًّا فلسطينيًّا ربط التحرّر الوطنيّ بالتحرّر الاجتماعي معتمدا الفكر التقدّميّ. فضلًا عن هذا، أشار مخّول إلى أهمّيّة الاختراق المعرفيّ للأكاديميّة الإسرائيليّة الذي أسهمت فيه الدكتورة منار.
أمّا في المحاضرة الثانية من الجلسة الأولى، وكانت بعنوان: "من رسالة دكتوراة إلى مشروع نسويّ وطنيّ"، فقد تحدّثت الناشطة النسويّة آية زيناتي (مؤسِّسة مشروع "حلقات استقبال") عن بلْوَرة علاقتها بالدكتورة منار حسن في أعقاب قراءتها أوّل مقال عن جرائم قتل النساء الذي كتبته حسن والذي شكّل وعيها، كما أشارت زيناتي خلال محاضرتها إلى الإلهام الذي استمدّته من إحدى محاضراتها بشأن المدينة الفلسطينيّة المغيَّبة والنساء في المدينة الفلسطينيّة قبل النكبة. كذلك تحدّثت عن أهميّة النظرة النقديّة أكاديميًّا ونسويًّا من خلال الاهتمام بما تناولته حسن بشأن الدور التاريخيّ للمدن الفلسطينية (كيافا واللدّ -على سبيل المثال)، وأدوار النساء فيها في مجالات مختلفة، نحو: الإعلام؛ نهضة الجمعيّات النسائيّة -وغيرها.
وقد خُصِّص القسم الثاني من اليوم الدراسيّ لتكريم الدكتورة منار حسن، فأُلقيتْ خلالها كلمة باسْم الــﭘـروفيسورة حانة هرتسوﭺ التي أشرفت على رسالة منار الأكاديميّة، والتي تعذّر حضورها الوجاهيّ. أكّدت كلمة الأستاذة هرتسوﭺ على دَوْر ومكانة منار حسن المعرفيّة كباحثة نسويّة فلسطينيّة، وعلى العلاقة الشخصيّة التي ربطت بينهما والتي تعدّت علاقة المشْرفة بالطالبة، مؤكِّدة على دَوْر منار الطليعيّ فكريًّا وسياسيًّا كذلك. وأمّا السيّدة أفنان اغباريّة (عضوة الهيئة الإداريّة في مركز مدى الكرمل)، فقد تحدّثت عن منار حسن الناشطة النسويّة وعن منار الإنسانة والابنة والأخت في عائلتها، والصديقة التي شكّلت نموذجًا طليعيًّا داعمًا للنساء. وتلتها منوى مرعي (صديقة منار وإحدى العضوات المؤسِّسات لتنظيم "الفنار")، فأكّدت على دَوْر منار الداعم والنسويّ، وعلى كونها نموذجًا لامرأة قويّة ومناضلة ضدّ مباني القهر المختلفة.
وألقت الدكتورة منار حسن كلمة تحدّثت فيها عن مسيرتها النسويّة كمؤسِّسة مع زميلات أخريات لتنظيم "الفنار"، متطرّقة إلى التحدّيات التي واجهتها القياديّات في هذا التنظيم؛ لكونه وقف في مواجهة التابوهات الاجتماعيّة وكذلك المشروع السياسيّ الصهيونيّ، ثمّ تحدّثت عن مشروعها الأكاديمّي حول ذاكرة المدينة الفلسطينيّة ونسائها، والبحث الذي أصدرته بعد عدّة أيّام من إقامة اليوم الدراسيّ مؤسَّسةُ الدراسات الفلسطينيّة بعنوان "المغيَّبات: النساء والمدن الفلسطينيّة حتّى عام 1948". وفي ختام الكلمة، شكرت منار عائلتها، وأمّها على نحوٍ خاصّ، والقائمين على اليوم الدراسيّ والضيفات والضيوف الحاضرين.
أمّا الجلسة الثانية، فقد خُصّصت لمحاضرة أكاديميّة بعنوان: "الحاضرة الفلسطينيّة بين محاولات المحو وإعادة البناء"، قدّمتها الدكتورة همّت زعبي، وقامت خلالها بتسليط الضوء على المدينة الفلسطينيّة بكونها حاضرة، أي بكونها حاضنة لسيرورات اجتماعيّة وسياسيّة وثقافيّة. وقد تطرّقت زعبي إلى السياسات المكانيّة والسكّانيّة التي مارستها الدولة اليهوديّة مباشرة بعد قيامها، والتي أتت على تشويه ما وصفته منار حسن في إسهاماتها الأكاديميّة، من بناء وتطوُّر مسار حضريّ في فلسطين. ثمّ تناولت زعبي مسيرة محاولات "استعادة الحاضرة الفلسطينيّة ومسار إعادة بناء الهابيتوس الحضريّ في فلسطين، مدّعية أنّها مسيرة تراكميّة مستمرّة منذ النكبة تُشكِّل فيها الذاكرةُ الجماعيّة حول المدينة إحدى النقاط المركزيّة. وخلصت زعبي إلى أنّ كلّ فعل وممارسة وفكرة جماعيّة منذ النكبة حتّى اليوم هي عمليّات تراكميّة تقوم بخلق تجربة حسّيّة فلسطينيّة جماعيّة تقوم فيها الحاضرة الفلسطينيّة بدَوْر حاضنة مركزيّة وإن لم تكن هي الوحيدة في هذا الصدد.
لمشاهدة الجزء الاول من فيديو الندوة اضغط هنا
لمشاهدة الجزء الثاني من فيديو الندوة اضغط هنا
لقراءة الدعوة اضغط هنا