أصدرت وحدة السياسات في مركز مدى الكرمل، ورقة الموقف الثانيّة لشهر آذار، بعنوان "انتخابات السلطات المحلّيّة مقدِّمة لمعركة سياسيّة حول انتخابات اللجنة القُطْريّة لرؤساء السلطات المحلّيّة العربيّة"، كتبهَا مركّز وحدة السياسات، الدكتور إمطانس شحادة. تُتابِع الورقة أبرز سِمات انتخابات السلطات المحلّيّة العربيّة، وترى أنّ المنافَسة في الانتخابات وأنماط التصويت لم تحمل أيّ جديد جِدّيّ قياسًا إلى سابقاتها على الرغم من الحرب والحالة السياسيّة القائمة. على الجملة، اتّسمت الانتخابات بنِسَب تصويت مرتفعة في غالبيّة البلدات العربيّة؛ وارتكزت الانتخابات -في أساس ما ارتكزت- على منافَسة بين تكتُّلات واصطفافات عائليّة، لا تعتمد على منافسة وَفقًا لبرنامج عمل بلديّ أو طرح سياسيّ. في ظلّ غياب تأثير للحرب على قِطاع غزّة وشبه غياب للأحزاب السياسيّة القُطْريّة في الحملة الانتخابيّة، خاصّة في انتخابات الرئاسة، ما زالت حصّة النساء في الترشُّح لعضويّة السلطات المحلّيّة العربيّة منخفضة جدًّا، وغائبة تمامًا عن المنافسة لرئاسة السلطات المحلّيّة. الجديد في الانتخابات المحلّيّة الأخيرة كان تحوُّل الجريمة المنظَّمة إلى لاعب مركزيّ في انتخابات السلطات المحلّيّة العربيّة. على الرغم من ذلك، قد تؤدّي نتائج انتخابات الرئاسة المحلّيّة العربيّة، لأوّل مرّة منذ سنوات عديدة، إلى منافسة جِدّيّة على ترؤّس اللجنة القُطريّة للسلطات المحلّيّة العربيّة قد تحمل دلالات سياسيّة وحزبيّة إلى حدٍّ ما.