تتناول ورقة الموقف سياساتِ وأهدافَ الحكومة الإسرائيليّة تجاه الضفّة الغربيّة منذ بداية حرب الإبادة على غزّة (تشرين الأوّل /أكتوبر 2023)، وتدّعي أنّها تستغلّ الوضع الناشئ لتغيير سياسات الحكومات الإسرائيليّة اليمينيّة التي انتُهِجت في العَقدَيْن الأخيرَيْن، وعلى وجه التحديد منذ عودة نتنياهو إلى الحكم عام 2009. حكومات اليمين رفضت اتّفاقيّات أوسلو لكنّها تعاملت معها كأمر واقع، وعملت باستمرار على توسيع الاستيطان والسيطرة على الأراضي الفلسطينيّة، ولا سيّما محاولات ضمّ المناطق المسمّاة -وَفقًا لاتّفاقيّات أوسلو- المناطق "ج"، مع الحفاظ على سلطة فلسطينيّة ضعيفة ومقيَّدة تدير الجوانب المدنيّة والاقتصاديّة في التجمُّعات السكّانيّة الفلسطينيّة الكبيرة.
الحكومة الحاليّة تستغلّ الوضع الناشئ منذ السابع من تشرين الأوّل /أكتوبر عام 2023 لفرض تغيير جوهريّ في واقع الضفّة الغربيّة، وترى فيه فرصة لتنفيذ أهداف وضعتها منذ تشكيل الحكومة الحاليّة. من ضمن ذلك محاولةُ إلغاء اتّفاقيّات أوسلو على أرض الواقع، وتعميق عمليّة إضعاف السلطة الفلسطينيّة أمنيًّا واقتصاديًّا وماليًّا، ربّما تمهيدًا لتفكيكها الكامل، وتوسيع الاستيطان وزيادة أعداد المستوطنين وضمّ فعليّ للأراضي الفلسطينيّة في المناطق "ج". أحداث السابع من تشرين الأوّل /أكتوبر العام الماضي لم تُنتِج هذا التحوُّل، بل أعطته دفعة وشرعيّة داخل المجتمع الإسرائيليّ، وعجّلت تطبيقه والمجاهرة فيه.