تقدّم ورقة الموقف قراءة في التصور الإسرائيلي "لليوم التالي" للحرب على غزة، وترى انه بعد مرور عام على الحرب يتّضح التصوُّرُ الإسرائيليّ أكثر فأكثر لِـما يُطْلَق عليه "اليوم التالي" للحرب. ترى الورقة ان إسرائيل ترمي إلى فرض احتلال جديد للأراضي الفلسطينيّة المحتلّة عام 1967، لا إلى مجرّد احتلال من جديد، يعتمد -في الكثير من معالمه- العودةَ إلى واقع ما قبل أوسلو، مع ممارسة التهجير للفلسطينيّين في بعض المناطق، والإبقاء على حكم فلسطينيّ محلّيّ يدير شؤون السكّان مدنيًّا، وذلك لتحرير إسرائيل من الأعباء المدنيّة الواقعة عليها بوصفها دولة احتلال، بحيث يكون الحكم المدنيّ الفلسطينيّ تحت السيطرة العسكريّة والأمنيّة الإسرائيليّة بدون أفق سياسيّ - وطنيّ تحرُّريّ، وتكريسه كوضع قائم للفلسطينيّين، ومتحرّك بالنسبة للمشروع الاستعماريّ الإسرائيليّ نحو مزيد من الاستيطان، ينتهي بضمّ مناطق واسعة من الضفّة الغربيّة. وتبقى المعضلة أمام هذا التصوُّر هي إنتاج إدارة مدنيّة فلسطينيّة في قِطاع غزّة تتماهى مع حالة الاحتلال الجديد للقِطاع.
كذلك ترمي إسرائيل إلى توحيد الضفّة الغربيّة وغزّة، لا بمفهوم إقامة إدارة وسلطة واحدة للمنطقتين، بل المقصود توحيد نمط الاحتلال في المنطقتين، وهو عمليًّا نقل حالة الضفّة الغربيّة إلى قِطاع غزّة، بحيث تكون المنطقتان تحت السيطرة العسكريّة الإسرائيليّة مع وجود سلطتين منفصلتين في كلتيهما تكون مَهمّة كلّ منهما معالجة قضايا الناس المدنيّة بدون القيام بأيّ عمل سياسيّ أو وطنيّ في سبيل التحرُّر والاستقلال.
لقراءة الورقة باللغة العربيّة، يُرجى الضغط هنا
لقراءة الورقة باللغة الإنجليزيّة، يُرجى الضغط هنا