عُقِد اللّقاء الثّاني من سمينار الدّراسات العليا في 8 شباط 2025 ضمن برنامج دعم طلبة الدراسات العليا الفلسطينيين في مدى الكرمل.
افتتح اللقاء أ. د. خالد فوراني، المتخصّص في الأنثروبولوجيا والمجتمع الفلسطينيّ، بمداخلة بعنوان "الانضباط والانعتاق في دراسة فلسطين"، ركّز فيها على قضيتي المضمون والشّكل في الكتابة البحثيّة، وفي هذه الحالة تحديدًا المقصود الكتابة الأنثروبولوجيّة. في محور "المضمون"، وقف فوراني عند فلسطين ليس كمجرد حالة محليّة، بل باعتبارها مساحةً كونيّةً أيضًا لمقارعة أسئلة عابرة للأزمنة والأمكنة – مثل سؤال الحرّيّة. وبالتالي فقد ناقش السّؤال: ما الّذي يمكن أن نستقرئ من شعراء فلسطينيّين قارعوا سؤال الحرّيّة حتّى أقاصي اللّغة اللّيبراليّة وما بعدها في نظمهم لقصائدهم. أمّا في محور "الشّكل"، فقد وقف فوراني عند كتابة تحليليّة تبني انعتاقها وحرّيّتها في خضوعها بل واستسلامها لضوابط معرفيّة.
في القسم الثّاني من اللّقاء، قدّم د. مهنّد مصطفى مداخلةً تحت عنوان "توطئة للحقل النّظريّ في المقالات الأكاديميّة"، تطرّق فيها إلى مصادر منظومات إنتاج المعرفة السّياسيّة في التّراث العربيّ والإسلاميّ، وأهمّيّة فهم الحوار والتّباين بين منظومات الإنتاج المختلفة من حيث أدواتها وأهدافها القيميّة والسّياسيّة. وأشار إلى مفهوم الحقل النّظريّ في الدّراسات الاجتماعيّة والسّياسيّة، وتموضُع الحقل النّظريّ في الكتابة البحثيّة.
اختُتم اللقاء بنقاشات بين المشاركين حول كيفيّة توظيف الحقول النظريّة في الكتابة البحثيّة، وأهميّة التوازن بين الالتزام الأكاديمي والانعتاق الفكري.