نظّم مركز مدى الكرمل، المركز العربيّ للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة في حيفا، اللقاء الخامس ضمن سلسلة سمينار دعم طلبة الدراسات العليا، متناولًا الأُطُر النظريّة في البحث الأكاديميّ ودَوْرها في تعزيز القيمة المعرفيّة للبحوث العلميّة.
اُستُهِلّ اللقاء مع الدكتورة عرين هوّاري، استكمالًا للّقاء السابق حول المنهجيّات البحثيّة، مع التركيز على الاختلافات الأنطولوجيّة والإبستمولوجيّة بين المقاربات المختلفة، وإبراز التباينات الجوهريّة بين البحث الكمّيّ والبحث النوعيّ. وفي سياق تطبيقيّ، قدّمت الطالبة فيروز سلامة عرضًا لمنهجيّة بحْثها بشأن العلاقات الاقتصاديّة بين الفلسطينيّين والمستوطنين في القرى الفلسطينيّة الواقعة بالقرب من خطوط الهدنة لحرب النكبة في العام 1948 وحرب النكسة في العام 1967. واعتمدت الباحثة على أدوات متنوّعة -كالمشاهَدة الميدانيّة والمقابَلات- لرصد وتحليل أنماط التفاعل الاقتصاديّ في هذه المناطق.
وشهد الجزء الثاني من اللقاء مداخلة قدّمها الدكتور مهنّد مصطفى، شدّد فيها على المكانة المحوريّة للإطار النظريّ في البحث الأكاديميّ، معتبرًا إيّاه العنصر الفارق بين الورقة الأكاديميّة وغيرها من الأوراق البحثيّة -كالتقارير والمقالات الصحفيّة-. وطرح الدكتور مصطفى تصنيفًا ثلاثيًّا للأُطُر النظريّة، مميِّزًا بين المستوى البسيط الذي يكتفي باستعراض الأدبيّات، والمستوى المتوسّط الذي يخلق تقاطعات ومقارنات بين النظريّات المختلفة، والمستوى المتقدّم الذي يبتكر تصنيفات أصيلة للأدبيّات مع تقديم تحليل نقديّ عميق للنظريّات السائدة.
وأكّد الدكتور مصطفى على أهمّيّة الإلمام الشامل والعميق بالحقل النظريّ، موضّحًا أنّ ما يميّز الباحثَ المتميّز عن الباحث التقليديّ هو مدى إحاطته بالأدبيّات والنظريّات المتعلّقة بموضوع بحثه. وشدّد على ضرورة أن يسأل الباحث نفسَه دومًا: "كيف يمكن لدراستي أن تسهم في فهم حالات مشابهة في سياقات مختلفة؟" -وهو السؤال الذي يحدّد القيمة المضافة للبحث على المستوى المعرفيّ.
كذلك تضمّن اللقاء مناقشات تطبيقيّة لنماذج من الأُطُر النظريّة قدّمها اثنان من الطلبة المشاركين في السمينار. فقد عرض طالب الماجستير محمّد اغباريّة إطاره النظريّ لدراسة سلوك المجتمع الفلسطينيّ في الداخل جرّاء حرب الإبادة المستمرّة على غزّة. وكذلك قدّمت طالبة الدكتوراة وداد حسن إطارها النظريّ لدراستها حول الأدوار الجندريّة والإحساس بالوكالة لدى النساء اللاجئات السوريّات في ألمانيا.
العنوان:
