دراسات عن اسرائيل/

أحداث / اللقاء الأخير من سمينار دراسات عن إسرائيل في مدى الكرمل: نحو إنتاج معرفة نقديّة تفكّك الخطاب السائد.
big-img-news
بواسطةMada Admin | 30 يوليو 2025

اللقاء الأخير من سمينار دراسات عن إسرائيل في مدى الكرمل: نحو إنتاج معرفة نقديّة تفكّك الخطاب السائد.

عقد مدى الكرمل- المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية يوم الجمعة 25 تموز 2025، اللقاء الأخير من سمينار دراسات عن إسرائيل. تناول السمينار مَحاور سياسيّة واجتماعيّة واقتصاديّة للحالة الإسرائيليّة، وناقشها بأدوات بحثيّة نقديّة لا تستند إلى المقارَبات الدارجة في الأكاديميا الإسرائيليّة، بل تعمل على تزويد المشاركين بأدوات أكاديميّة وبحثيّة تسهم في تفكيك الخطاب الأكاديميّ المعرفيّ القائم بشأن إسرائيل، وفي تعزيز المجال المعرفيّ لمواجهة الهيمنة المعرفيّة القائمة. تضمّن السمينار لقاءات شهريّة عُقِدت على مدار عام، قدّم خلالها أكاديميّون محاضرات في جوانب معرفيّة مختلفة ضمن حقل دراسات إسرائيل.

افتتحت اللقاء الأخير د. فاخرة هلّون بمداخلة بعنوان "الهُويّة الجماعيّة لفلسطينيّي الداخل والخطاب النضاليّ بعد العام 2000"، استعرضت فيها نتائج أطروحتها للدكتوراه التي أعدّتها في جامعة جورج ميسون (2016– 2019). تناولت هلّون التحوّلات التي طرأت على معاني الهُويّة الجماعيّة لفلسطينيّي الداخل بعد انتفاضة الأقصى، وكيف أثّرت هذه التحوّلات على الخطاب السياسيّ، مشيرة إلى العوائق البنيويّة والسياسيّة التي حالت دون ترجمة هذه الهُويّة إلى خطاب نضاليّ فعّال.

تلتها مداخلة لريموندا منصور ود. عرين هواري، بعنوان "المشهد الاجتماعيّ في إسرائيل عام 2024: استقطاب داخليّ وإجماع حول الحرب على غزة"، عالجت مظاهر الانقسام المتصاعد داخل المجتمع الإسرائيليّ حول قضايا داخليّة مثل صفقة الأسرى وتجنيد الحريديم، في مقابل حالة شبه إجماع على دعم الحرب على قطاع غزة. كما سلّطت المداخلة الضوء على الأزمات الاجتماعيّة والاقتصاديّة المتفاقمة، لا سيما في أوساط الفئات المهمّشة.

أما الباحث ماهر داود، فقدّم مداخلة تحليليّة، بعنوان "إنتاج الدلالة الموجّهة في لغة الإعلام الإسرائيليّ"، تناول فيها الفرق بين اللغة المحايدة واللغة المحمّلة بالأيديولوجيا في تغطية الإعلام الإسرائيليّ، وذلك من خلال أمثلة من التغطية الإعلاميّة للصراع، تظهر كيف تُستخدم المفردات لصياغة دلالات موجّهة تعيد إنتاج خطاب سياسيّ محدّد.

وكانت المداخلة الاخيرة للباحث إياد معلوف، بعنوان "المسخ الفلسطيني: إرث المسوخ الغربيّ في صناعة الهُويّة الفلسطينيّة المعاصرة"، قدّم خلالها قراءة نقديّة لتطوّر صورة "المسخ" في الأدب الغربي، وكيف تم توظيف هذا النموذج في تمثيل الفلسطينيّ، من العصور الوسطى وحتى تمثيلات غزّة في الخطاب المعاصر، كأداة استعماريّة لنزع الإنسانيّة عن الآخر وصياغته كتهديد.

 

يُذكر أنّ اللقاء الختامي جاء تتويجًا لمسار بحثيّ امتدّ على مدار العام الأكاديميّ 2024– 2025، ضمن سلسلة لقاءات نظّمها مدى الكرمل. انطلقت السلسلة في تشرين الثاني 2024، بمحاضرة افتتاحيّة قدّمها د. امطانس شحادة، مدير البرنامج، ركّز فيها على أهمية تطوير حقل دراسات نقديّ مستقلّ يفكك الهيمنة المعرفيّة في فهم إسرائيل، ويواجه أدوات الإخراس الأكاديمي.

افتتَحَ اللقاءَ الثاني، الذي عُقِد في كانون الأول 2024، د. مهنّد مصطفى بمحاضرة حول تطوُّرَ المقاربات الاجتماعيّة والسياسيّة الإسرائيليّة في دراسة المجتمع الإسرائيليّ. وتلتها محاضَرةٌ قدّمتها د. همّت زعبي، تناولت فيها أوجه الشبه والاختلاف بين الاستعمار الكلاسيكي والاستعمار الاستيطاني متطرقة إلى أمثلة من مدينة حيفا. أما اللقاء الثالث، الذي عُقد في كانون الثاني 2025، فقد افتُتِح بمداخلة من د. هنيدة غانم عن تحوُّل جوهريّ في البنية الاجتماعيّة الإسرائيليّة، مع تراجع هيمنة النخبة الأشكنازيّة العلمانيّة لصالح قوى جديدة من المستعمِرين المستجدّين. تلتها مداخلة قدّمها الـﭘـروفيسور أمنون راز-كراكوتسكين، تناولت الهُويّة اليهوديّة، الصهيونيّة، والوضع السياسيّ في إسرائيل.

عُقد اللقاء الرابع في شباط 2025، وركّز على الحالة الاجتماعية والاقتصادية للفلسطينيين في الداخل. في الجزء الأوّل، قدّم د. عميد صعابنة مداخلة بعنوان "الآثار الطبقيّة لانكماش احتياطيّ الأراضي وتطوُّر سوق الإسكان في البلدات الفلسطينيّة داخل إسرائيل". أما في الجزء الثاني، فقد تناول د. امطانس شحادة السياسة الإسرائيليّة تجاه الاقتصاد العربيّ خلال العقد الأخير. تناول اللقاء الخامس، الذي عُقِد في آذار 2025، السياسات الإسرائيليّة في الأراضي الفلسطينية المحتلّة عام 1967. في المداخلة الأولى، تطرّق د. فادي نحّاس إلى تحوّلات العقيدة الأمنيّة الإسرائيليّة منذ 7 أكتوبر 2023. ثم قدّم د. وليد حبّاس تحليلًا لبنية السيطرة الإسرائيليّة على الضفّة الغربية، مبيّنًا تكامل المنظومات القانونيّة والبيروقراطيّة والأمنيّة.

أما اللقاء السادس، الذي عُقد في أيار 2025، فقد عالج العلاقة بين الإنتاج الثقافيّ الإسرائيليّ والتحوّلات المجتمعيّة والسياسيّة، من خلال مداخلتين للباحثين أنطوان شلحت ومحمد جبالي. أوضح شلحت في مداخلته كيف شكّل الأدب الديستوﭘـيّ الإسرائيليّ مرآة كاشفة للتحوُّلات العميقة في المجتمع الإسرائيليّ. وقدّم جبالي تحليلًا معمَّقًا للعلاقة بين الفنّ الإسرائيليّ والمجتمع، مستكشفًا كيفيّة فَهْم الموجات المجتمعيّة في إسرائيل من خلاله، وتوسيع النظرة حول ماهيّة الصهيونيّة وتجلّياتها المختلفة. استُهِلّ اللقاء السابع بمداخلة قدّمها د. نبيه بشير ناقشت التحدّيات المنهجيّة التي تواجه دراسة الصهيونيّة، والمتمثّلة في تشتُّت الـمَصادر وقلّة الموادّ الأوّليّة المتاحة باللغة العربيّة. أما المحامية عبير بكر، فقد قدّمت مقارنة بين أداءِ المحكمة العليا الإسرائيليّة في ما يتعلّق بالتماسات حقوق الإنسان وقضايا الاحتلال والحرب قبل وبعد السابع من أكتوبر 2023.

 

الاكثر قراءة