برنامج علم النفس التحرّريّ/

أحداث / سمينار "قراءات سيكولوجيّة تحرُّريّة في السياق الفلسطينيّ" اللقاء السادس
big-img-news
بواسطةMada Admin | 23 ديسمبر 2025

سمينار "قراءات سيكولوجيّة تحرُّريّة في السياق الفلسطينيّ" اللقاء السادس

عُقِد يوم السبت المنصرم اللقاءُ السادس من سمينار "قراءات سيكولوجيّة تحرُّريّة في السياق الفلسطينيّ"، بمشاركة عدد من طلبة وخرّيجي ومهنيّي الصحّة النفسيّة. عُقِد اللقاء في جامعة بير زيت، وشارك فيه عدد من طلبة برنامج ماجستير علم النفس المجتمعيّ في الجامعة، بالإضافة إلى مشارِكات السمينار الثابتات.

افتتحت اللقاءَ مركّزةُ السمينار السيّدة إيناس عودة-حاجّ، فشكرت دائرةَ العلوم الاجتماعيّة والسلوكيّة في جامعة بير زيت على استضافة اللقاء، ورحّبت بالمنضمّين إليه. ثمّ كانت المداخَلة الرئيسيّة للـﭘـروفيسورة نادرة شلهوب-كيـﭬـوركيان، المحاضِرة والباحثة في القانون الدوليّ في عدّة جامعات في العالم، التي حملت العنوان "في تحدّي التشليء والاقتدار باللمّ واللّملَمَة". افتتحت شلهوب-كيـﭬـوركيان مداخَلتَها بالتأكيد أنّ إنتاج المعرفة هو قوّة، ولكن إنتاجها بمعزل عن السياق السياسيّ يأتي بنتيجة عكسيّة؛ إذ إنّه يكون بمثابة إعادة إنتاج استعمار للعقل وللوعي. وقالت إنّ استعادة الوعي تبدأ من توطين المعرفة وتجذيرها من خلال الإصغاء إلى أصوات الناس، مستحضرةً أصواتًا لأطفال من غزّة من داخل الإبادة.

وتطرّقت شلهوب-كيـﭬـوركيان إلى الأشلاء كمفهوم وكمركز للتحليل والتنظير، حيث إنّ الأشلاء ليست مجرّد أجزاء مقطَّعة، ولا تقتصر على وصفها أثرًا للعنف، بل يُنظر اليها بوصفها موقعًا نظريًّا يكشف كيف يعمل الاستعمار على اعتقال الوجود ذاته. وقالت إنّ قراءتها للأشلاء ترتكز على نقاش فانون للعنف الكولونياليّ وعلى العمل الفكريّ لمنظّرين فلسطينيّين. كذلك يتماهى هذا التحليل مع مصطلح الجيو-كوربوﭼـرافيا عند جوزيف بوﭼـلييزي، ليسلّط الضوء على التشابك العنيف بين اللحم /الأشلاء /الجسد والدم في الجغرافيا الفلسطينيّة المشلَّأة على نحوٍ يحاكي الجسد المقطَّع والمشظّى.

ثمّ تحدّثت شلهوب-كيـﭬـوركيان عن مفهوم الاقتدار باللَّمْلَمَة الذي يعني بناء طرق رافضة ومناهِضة لليُتم والتمزيق والتشليء تُنجِب طاقات وأفعالًا وآمالًا عاطفيّة ونفسيّة وفعليّة. هي محاولات جمعيّة للَمّ شمل المجتمع وخلق مَعانٍ جديدة للحياة وللأحياء. وقالت إنّ اللَّمْلَمَة هي نوع من استعادة السيادة المفقودة من خلال استعادة السيادة على الوعي، وعلى النفس، وعلى الجسد، وعلى الجغرافيا، من خلال بناء استمراريّة عيش حياتيّة ضدّ القوى الإباديّة. وشرحت أنّ اللَّمْلَمة تبني مساحات عاطفيّة وسياسيّة واجتماعيّة مناهِضة للموت من خلالها نجد تجسيدًا لقوى الاقتدار والتمكين وإنتاج مسارات مستحدَثة لمناهضة الألم والفقدان.

وفي نهاية اللقاء، فتحت شلهوب-كيـﭬـوركيان النقاش للمشاركين عبْر طرح ما يلي: كيف نُنتِج كمعالِجاتٍ واختصاصيّاتٍ إﭘـستمولوجيا نقديّةً فلسطينيّةً مضادّة لكلّ خطابِ وممارساتِ المحو والإلغاء؟ ما هي التدخُّلات التي نقوم بها كعاملين في الصحّة النفسيّة للَمّ الشمل المجتمعيّ النفسيّ الجسديّ لمناهَضة وتفكيك الاقتلاع اللامتناهي في واقع من الإبادة المستمرّة؟ ثمّ فُتِح الباب لنقاش المشاركين الذين شدّدوا هم كذلك على أهمّيّة الوعي لمقاومة استعمار النفس وتشليئها والتشديد على مفهوم "الكلّ" في التصدّي لممارَسات التجزئة والتمزيق والإماتة.

الاكثر قراءة