برنامج الدراسات النسوية/
أحداث / العنوان بالعربي : المرأة الفلسطينيّة والإقتصاد السياسيّ الإسرائيليّ- نهلة عبدو 2009
"لعبت المرأة الفلسطينية، وما زالت تعلب، دوراً هاماً في بناء المجتمع الاقتصادي السياسي، والاجتماعي الثقافي. وللمرأة الفلسطينية بشكل خاص علاقة وطيدة مع الأرض، حيث ارتبطت بالأرض عبر علاقات مادية وثقافية ومعنوية. فالأرض لم تكن بالنسبة لها مجرد مصدر رزق، حيث نلاحظ في العديد من الكتابات العلاقة بين الثقافة والشعر والأرض والمرأة"، هذا بعض ما قالته البروفيسور نهلة عبدو أستاذة علم الاجتماع في جامعة كارلتون في كندا، في محاضرتها في مركز مدى الكرمل.
فقد استضاف برنامج الدراسات النسوية في مدى الكرمل البروفيسور عبدو، أمس (الخميس) في محاضرة لها حول "المرأة الفلسطينية والإقتصاد السياسي الإسرائيلي". وقد عقدت هذه المحاضرة ضمن سمينار الجنوسة في برنامج الدراسات النسوية، والذي يهدف إلى المساهمة في خلق وتطوير مساحات حوار نسوية في المجتمع الفلسطيني في إسرائيل.
افتتحت الندوة د. نادرة شلهوب-كيفرويكان، مديرة برنامج الدراسات النسوية في مدى، مشيرة إلى العلاقة بين موضوع المحاضرة والبحث الجديد الذي بادر إليه البرنامج تحت عنوان "التسويغ الأمني: سياسة حيّزيّة، البطريركيّة والحقوق الإقصتادية للنساء الفلسطينيات في إسرائيل". وقالت أن البحث يهدف إلى إجراء تفحص معمق للسياسات الإسرائيلية والممارسات من وجهة نظر سياسية إقتصادية نسوية، والكشف عن شكل تأثير الكولونيالية الإسرائيلية على الحقوق السياسية الإقتصادية للنساء الفلسطينيات. كذلك يسعى البحث الجديد إلى الكشف عن العقبات التي تَحُول دون حصول النساء الفلسطينيّات في إسرائيل على الحقوق الاقتصاديّة، بغية مواجهة هذا والتوصّل في المحصّلة إلى دفع الحقوق الاقتصاديّة الخاصّة بهذه المجموعة.
وكانت بروفيسور عبدو، وفي محاولة لجسر الهوة المعرفية بما يتعلق بموضعة المرأة الفلسطينية، قد ركّزت محاضرتها على مكانة المرأة الفلسيطينية في الإقتصاد السياسي الإسرائيلي، عبر خمسة مفاهيم: الأرض كحق اقتصادي؛ المرأة والمواطنة؛ الدولة اليهودية كدولة كولونيالية استعمارية عنصرية؛ عمالة المرأة والأسواق الإثنية التي تعتمد على الإقصاء والتهميش؛ تأنيث الفقر؛ الثقافة والدين والعائلة – هل هي أسباب تهميش أم ذرائع فقط؟.
في بداية محاضرتها تناولت بروفيسور عبدو مفهوم الإقتصاد السياسي وتطورعه عبر الفترات، رابطتة ذلك بالتطورات العالمية بدءً من انهيار المعسكر الإشتراكي، التحول إلى عالم أحداي القطب والسيطرة، وحتى يومنا هذا. وقالت أن هذا المفهوم الماركسي كمنهاجية للتحليل قد أرسى الخطوط العريضة لفهم العلاقات بين الدولة وأنماظ الانتاج. وخلال تناولها لهذا المفهوم أشارت عبدو إلى أن الرأسمالية في العالم الثالث وبفعل الكولونيالية الاستعمارية قد تطورت بشكل مختلف عن تطورها في الغرب، مما ساهم في انتاج طبقة واسعة جدا من الفقر المدقع. ثم أشارت إلى التشابك بين الكولونيالية البريكانية في فلسطين والاستعمار الصهيوني.
كما أشارت عبدو إلى أن قوانين تسويات وتوزيع الأراضي ومن ثم سلب الأراضي، قد لعبت دورا سلبيا في التأثير على الاقتصاد والعلاقات الإسرية الجندرية، بل وعلى مجمل الحضارة الفلسطينية. وقالت أن الاستعمار الصهيوني لم يسلب الأرض ويحتلها فقط، ولم يهدم القرى والمدن الفلسطينية ويهجر سكانها بقوة إرهاب الدولة المنظم فقط، بل علم على سلب الثروة والممتلكات أيضا، التي شكلت رأسمالا قويا لتقوية الاقتصاد الصهيوني.
وتطرقت خلال محاضرتها إلى المعيقات التي وضعتها الدولة الصهيونية أمام تطور النساء الفلسطينيات في الداخل وتهميشهن، بواسائل مختلفة، مثل الحرمان من حرية التنقل وعدم توفير المواصلات لخروج المرأة للعمل والتعليم، غياب الحضانات الذي شكل عائقا أمام عمل النساء المتزوجات، وخاصة المعيلات الوحيدات، وغيرها.
"المرأة الفلسطينية تتعامل مع دولة بينت على مبدأ صهيوني استعماري عنصري يقوم على التهميش. ومنذ بدايتها جاءت الصهيونية إلى فلسطينين مستندتا إلى مبدأ (شعب بلا أرض لأرض بلا شعب). والصهيونية هي حركة استعمارية أوروبية عنصرية بيضاء، وقد تعاملت مع النساء الفلسطينيات بمفاهيم استشراقية عنصرية ودونية،" قالت عبدو.