طلاب المدارس العربية مع مدى الكرمل يشاركون في صياغة المستقبل للفلسطينيين في البلاد
أنهى مدى الكرمل- المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية- مؤخراً، وضمن المشروع التربوي "لوثيقة حيفا" (وثيقة للتصور المستقبلي للفلسطينيين في البلاد)، سلسلة من الورشات الصفية بلغ عددها 28 ورشة. شارك فيها أكثر من 550 طالبا وطالبة من صفوف العواشر والحادي عشر من عدد من المدارس العربية في البلاد. وكانت قد سبقتها ورشة تأهيل للمعلمين للعمل في المجال نفسه.
جاء المشروع بهدف تعريف الطلاب على وثيقة حيفا كوثيقة توافقية رؤيوية شمولية تطرح تصورا مستقبليّا، وتحفيزهم على أخذ دور في صياغة التصور المستقبلي للفلسطينيين في البلاد. تمحورت الورشات في وثيقة حيفا ومضامينها:البعد التاريخي(فلسطين قبل 48، النكبة والتهجير)، القضايا الاجتماعية الداخلية (كالعنف ،الطائفية ومكانة المرأة)، المواطنة والهّوية والعلاقة مع الدولة ومع شعبنا الفلسطيني والأمة العربية، والتفكير بإمكانيات الحل المستقبلي.
ومع إنهاء الورشات الصفية، سيتم تدريب مجموعة مختارة من الطلاب على الكتابة حول المواضيع التي تطرحها الوثيقة، والعمل على نشر كتاباتهم من خلال مركز مدى الكرمل.
وأكدت مركزة المشروع، السيّدة جنان عبده، على "أننا في مدى الكرمل قمنا بتطوير هذا البرنامج إيماناً منا بأهمية دور الشباب والحاجة لان يكونوا شركاء فعالين في بناء التصور المستقبلي، وحقهم في ذلك، وايضاً بأهمية التواصل مع المدارس والطواقم التربوية، لمركزيتها ومحوريتها في العملية التربوية الثقافية وفي بناء الوعي والوعي البديل".،
وأضافت: "لقد عملنا من خلال المشروع على تحضير مواد تربوية مرافقة للمعلمين والمربّين في محاولة للإسهام في ملء الفراغ البنيوي والممأسس القائم في برامج التربية العربية وخاصة تلك التي تتحدث عن الهوية والرواية التاريخية ووضع الفلسطينيين الحالي في هذه الدولة. ونامل من خلال هذا المشروع الوصول الى الشباب الفلسطيني في برنامج تربوي متطوّر ينطلق من الرواية الفلسطينية ومن التاريخ الفلسطيني قبل النكبة وتجربة الفلسطينيين في إسرائيل بعدها، والعمل على ترسيخ وبناء هوية جماعية تستند إلى التاريخ الفلسطيني. كما نحاول من خلاله تسليط الضوء على التحديات الداخلية التي نعيشها كمجتمع فلسطيني وهي وان كانت نتاج لسياسات اسرائيل المنتهجة حيال المجتمع الفلسطيني منذ عقود، الا ان علينا مواجهتها كمجتمع. وتشكل الأجيال الشابة نقطة الانطلاق لخلق وعي جديد لمواجهة هذه التحديات".
يُشار أن المشروع ممول من قبل مؤسسة التعاون.