أحيت الأطر النسوية في حيفا (وحدة الدراسات النسوية في مدى الكرمل، السوار، كيان، منتدى الجنسانية، أصوات، الفنار) ذكرى النكبة بعرض فيلم "ملح هذا البحر" في مسرح الميدان في حيفا. وقد افتتحت الأمسية د. نادرة شلهوب-كيفوركيان، مديرة برنامج الدراسات النسوية في مدى، بمداخلة في الحديث عن قضية أمير مخول ود. عمر سعيد، "لقاؤنا اليوم في ذكرى النكبة التي بدأت ضد شعبنا ولم تنته. كما لم تنته منظومة الملاحقة، والسيطرة ومحاولات الاخراس، والتحريض الممنهج والمتواصل ضد أبناء وبنات شعبنا، فأمير وعمر ما زالا في سجن هذه الدولة، ليذكروهما ويذكرونا بنكبتنا المستمرة، ومحاولاتنا اللامتناهية في رفضها ومقاومتها"، قالت شلهوب.
وأضافت أن الأمسية جاءت لتبادل المعرفة والتذكر. "نتذكر ان النساء هن من ألقي على عاتقهن دور الحفاظ على الذاكرة، والهوية، والواقع، والعمل بالرغم من الغربة والانقطاع المادي عن الأرض والمكان... يأتي لقاؤنا اليوم ليذكرنا بشتاتنا القريب (هنا)، والشتات البعيد (في مخيمات اللاجئين)... نأتي اليوم لنلتقي ونفكر سوية في خطواتنا المستقبلية في مواجهة منظومة القمع الممنهجة". وأنهت مداخلتها في قراءة مقطوعة من "ذاكرة للنسيان".
بعد المداخلة تم عرض فيلم "ملح هذا البحر " للمخرجة آن ماري جاسر، الذي يروي قصة الشابة الفلسطينية ثريا (سهير حماد) التي ولدت في بروكلين بنيويورك وقررت العودة للإقامة في وطنها فلسطين. تبدأ الأسئلة حول الهوية منذ وصولها إلى المطار، حاملة جوازاً اميركياً. فبمجرد وصولها إلى المطار تخضع لتفتيش دقيق ومهين وتكتشف معنى الحواجز والإغلاق ومعنى أن تكون فلسطينيةً.
تصل ثريا إلى رام الله حيث تلتقي بالشاب عماد (صالح بكري) الذي يحلم بالحصول على تأشيرة للرحيل إلى كندا. ولدى وصولها رام الله، تطلب استرجاع المال الذي تركه جدّها في أحد المصارف ويُرفض طلبها. ثريا عماد ومروان يقومون بسرقة النقود من البنك، ويهربون إلى أراضي الـ 48. ورغم أن ثريا لم تزرها أبدا، إلا أنها تشعر بالانتماء إليها.. تذهب لزيارة بيت جدّها في يافا. وفيما بعد، تنتقل ثريا برفقة عماد إلى بلدته القديمة، الدوايمة، حيث يحلمان بالمكوث فيها وتأسيس ائلة فلسطينية تكون الأولى في هذه القرية منذ عام 1948.