برنامج المجتمع الفلسطيني/
أحداث / تزامنًا مع ذكرى النكبة، "مدى الكرمل" يناقش كتاب "فلسطين: تاريخ شخصيّ"بالتزامن مع ذكرى النكبة، نظّم "مدى الكرمل – المركز العربيّ للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة" ندوة ناقش فيها كتاب "فلسطين: تاريخ شخصيّ"، بحضور مؤلِّفه كارل صبّاغ، وذلك يوم الثلاثاء الـ 21 من نيسان عام 2015.
افتتح الندوة وأدارها د. جوني منصور، وقال في مستهل حديثه إن الكتاب يدمج بين التاريخ الماكرو والتاريخ الميكرو؛ فهو يدمج بين تاريخ فلسطين وتاريخ عائلة الكاتب الشخصي. وفي صدد مراجعة الكتاب، تحدث السيد عطا الله منصور، (صحفي متقاعد) قائلاً إن عائلة صباغ كانت ذات تأثير على مرّ التاريخ من خلال شخصيات شغلت مناصب مهمة، من بينهم -على سبيل المثال- أحد أفراد عائلة صبّاغ الذي عمل مستشارًا لدى القنصل الفرنسي في فلسطين، والذي كان يعيش في صفد. كذلك أثنى السيد منصور على صراحة الكاتب من حيث الأسلوب النقدي الذاتي حتى تجاه أفراد عائلته.
واختتم الندوةَ مؤلف الكتاب، الكاتب والإعلامي كارل صبّاغ، وبدأ حديثه بالإشارة أن الكتاب استهدف -في الأساس- الجمهورَ البريطاني والجمهور الأمريكي الذي يعتمد في قراءاته على الرواية الغربية والصهيونية في ما يخص فلسطين. يُعتبر الكتاب كتابة في التاريخ الفلسطيني حتى عام 1948، وقد اختار الكاتب هذه الفترة لكي يُحيل الناس إلى الأسباب الحقيقية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي يتمحور في هذه الأيام حول احتلال العام 67 فقط.
يستعرض صبّاغ في كتابه بعض المواضيع التي حرّفتها الرواية الغربية ومن ثم الرواية الصهيونية، منها الموضوع الديموغرافي قبل النكبة وأهداف وجود الجيوش العربية في فلسطين. يقول صبّاغ إنّ الرواية الغربية تنشر أن الأرض كانت فارغة من السكان، بينما يعلم كل فلسطيني أن الرواية خاطئة. وهنا أشار إلى رواية مارك توين عن زيارته لفلسطين، وإلى اقتباس الرواية الغربية منها ذلك الموضع الذي يصف فيه توين مرج ابن عامر كمنطقة خالية من السكان، بينما تحيد عن موضع آخر في الرواية يصف فيها توين الجليل وقراه والحياة الغنية فيها. ويقارن صبّاغ، في هذا الصدد، بين نسبةِ اليهود الضئيلة ومَطالبِهم الكبيرة، ويشير إلى عدم تكافؤ المطالب مع نسبتهم الديمغرافية. أما في موضوع الجيوش العربية، فيقول صبّاغ إن الهدف الرئيسيّ لوجود الجيوش العربية في فلسطين كان حماية حدود التقسيم، كي لا يتجاوزها اليهود، ولم يكن هدفهم -كما تشيع الرواية الصهيونية- الإلقاء باليهود في البحر . يُدخل صبّاغ قصته الشخصية في الرواية التاريخية بعد أن سمع، عن طريق المصادفة، قصة عن أحد أجداده "إبراهيم الصبّاغ" الذي كان طبيبًا مرافقًا للظاهر عمر؛ وهذا ما جعله يبحث في تاريخ عائلته وجعله يمزجها في تاريخ فلسطين؛ وذلك أنّه -على حد قوله- لكل فلسطيني قصة وشجرة عائلة تتداخل وتحمل تاريخ فلسطين.