برنامج علم النفس التحرّريّ/

أحداث / سمينار "الصحّة النفسيّة في السياق الفلسطينيّ -مقاربة تحرُّريّة" اللقاء الرابع
big-img-news
بواسطةMada Admin | 4 سبتمبر 2024

سمينار "الصحّة النفسيّة في السياق الفلسطينيّ -مقاربة تحرُّريّة" اللقاء الرابع

عُقِدَ يومَ السبت الأخير من شهر آب /أغسطس اللقاءُ الرابع من سمينار "الصحّة النفسيّة في السياق الفلسطينيّ – مقارَبة تحرُّريّة"، الذي خُصِّص لموضوع الإنتاج المعرفيّ ومنهجيّاته. أدارت اللقاءَ الدكتورة مَي البزور، أستاذة علم النفس السياسيّ/ المجتمعيّ في جامعة بير زيت.

افتتحت اللقاءَ السيّدة إيناس عودة-حاجّ، مشدِّدةً على أهمّيّة الإنتاج المعرفيّ من منظور نقديّ تحرُّريّ، قائلةً إنّ هذا أحد الأهداف التي يصبو إلى تحقيقها برنامج علم النفس التحرُّريّ في مدى الكرمل؛ وذلك أنّ المعرفة تصوغ الوعي، "والوعي هو إحدى أهمّ آليّات تغيير الواقع لدى المجتمعات المقهورة. وفي اللحظة التاريخيّة الهامّة التي نعيشها في الفترة الراهنة، تتضاعف أهمّيّة الإنتاج المعرفيّ الموطّن الذي ينطلق من تجربتنا ويوثّق لها بلغتنا وبقراءة نقديّة".

ثمّ كانت المداخلة الرئيسيّة للدكتورة مَي البزور التي تركّزت في مقوّمات الكتابة الأكاديميّة والبحث التشارُكيّ لبناء إستراتيجيّات تدخُّل وقائيّ وعلاجيّ برؤية مجتمعيّة تحرُّريّة. تناولت البزور في مداخلتها ثلاثة محاور:

  1. - ما هو العلم، وما موقفنا منه؟
  2. - ما هو البحث التشاركيّ؟
  3. - كيف نبني تدخُّلات وقائيّة وعلاجيّة؟

في المحور الأوّل، قالت البزور إنّ العلم هو طريقة جادّة للحصول على المعرفة. وهو يعتمد على الدراسة والتجربة لا على الادّعاء. وشدّدت على نقد العلم وطرق التعليم رغم حاجتنا إليها لإنتاج معرفة يُعتمد عليها. وطرحت أسئلة حول كيفيّة مواجهة مُخرَجات البحث العلميّ المتأثّرة بالسياق الغربيّ والنظرة الاستعماريّة والرأسماليّة والقِيَم الفردانيّة: "هل نتحدّى من داخل المنظومة، أم نقاطعها، أم نطرح بديلًا"؟

ثمّ انتقلت إلى المحور الثاني فقالت إنّه -بحسب فوكو- المنظومة تَسحق، والتحدّي من خلالها صعب ومستنزِف، وإنّ أحد البدائل هو علم النفس المجتمعيّ التحرُّريّ الذي يُعتبَر علم الفعل؛ حيث إنّ علم الفعل يهتمّ بالبحث الذي يولّد ويختبر الفرضيّات المتعلّقة بكلّ العوامل القائمة في الوضع الراهن، وبتلك المشارِكة في تغيير الوضع الراهن أيضًا. وتلك إحدى أساسيّات البحث التشاركيّ الذي تَنتُج فرضيّاتُه من القاعدة، من الناس، لا من الباحث. وهو منهج يأخذ في الاعتبار السياق الاجتماعيّ السياسيّ وجذوره التاريخيّة. وبِذا، فإنّه يتحدّى السرديّات الثقافيّة الاستعماريّة السائدة التي غالبًا ما تلقي اللوم على الضحيّة وتساعد المجموعات المهيمنة على تبرير دَوْرها في قمع مجموعات المحرومين، وهو ما يؤدّي إلى استدخال المقهورين لهذه السرديّات عن أنفسهم وممارسة القمع النفسيّ على ذواتهم بجَلْد الذات والشعور بعدم القيمة.

وعن بناء تدخُّلات من منظور تحرُّريّ قالت البزور إنّ على هذه التدخُّلات أن تعتمد منهج البحث التشارُكيّ، وذلك بأن تبدأ بالاستماع إلى قصص المحرومين كما يرويها المحرومون أنفسهم. يرى هذا المنهج أهمّيّة في استعادة المقهورين لذاتيّتهم ولسلطتهم في النضال لتحرير أنفسهم من القمع؛ واستعادة التاريخ والوعي لنقاط قوّتهم. وتفسير ذلك أنّ التغيير المجتمعيّ، كما يقول فريري، يأتي من خلال وعي الأشخاص المحرومين وفهمهم للظروف النفسيّة والاجتماعيّة والسياسيّة التي تضطهدهم.  فضلًا عن هذا، شدّدت البزور على أنّ أبحاث التدخُّل المجتمعيّ لا تستثني الفرد، بل إنّ وحدة التحليل تبدأ من المستوى الفرديّ، ثمّ المستوى العلائقيّ، وصولًا إلى المستوى المجتمعيّ.

وأنهت البزور مداخَلتها بالتطرُّق إلى إشكاليّات هذا المنهج مثل النشر وإيجاد الـمِنَح والحصول على الاعتراف الأكاديميّ. كذلك شدّدت على أهمّيّة الكتابة باللغة العربيّة، وقالت "إنّه رغم إشكاليّة الاعتراف الأكاديميّ بالنشر بالعربيّة، من المهمّ أن نتذكّر أنّه يبقى احتياجًا فلسطينيًّا، وأنّ فيه جانبًا من تحقيق الذات الفرديّة والجمعيّة".

 

الاكثر قراءة